أمهات يلتحقن بدروس السباحة في حيفا

على خطى الأبناء... أمهات يلتحقن بدروس السباحة في حيفا

15 يوليو 2018
العمر ليس عائقاً أمام تعلم مهارات جديدة(العربي الجديد)
+ الخط -
يسبق الأبناء ذويهم أحيانا في مهارات الحياة من التكنولوجيا إلى الرياضة، رغم أن الأم هي من تبدأ في تعليم أطفالها كيف يخطون خطواتهم الأولى وترعاهم وتعتني بهم ليصبحوا مستقلين عنها. لكن تفوق الأبناء في بعض تلك الرياضات مثل السباحة مثلاً، لا يعني أن الأمهات لا يمكنهن خوض التجربة ومجاراة الجيل الجديد رياضيا.

وباتت السباحة تحظى في حيفا بإقبال الأمهات اليوم وليس الأبناء فقط، إذ تشارك نسوة في عقدهن الرابع والخامس في دورات تدريبية على السباحة للحفاظ على لياقتهن ورشاقتهن.

وفي لقاء مع النساء في بركة (مسبح) تعليم السباحة، قالت عروبة (38 عاماً): "قررت أن أتعلم السباحة في دورة تدريبية، إذ لم يكن لدي الوقت في السابق لتعلم هذه الرياضة. لدي أربعة أبناء جميعهم يسبحون بمهارة، دفعت بهم في عمر مبكر من الطفولة لتعلم السباحة، كانت هدية لهم".

وأوضحت عروبة أن "أبنائي كانوا خلال وجودنا مع بعض في وقت الترفية في برك السباحة خصوصاً بعطلة الصيف يقولون لي اسبحي مثلنا، فهم يملكون مهارة عالية بالسباحة أكثر مني".

وأضافت: "السباحة رياضة تعطي سكينة وهدوءا واسترخاء، خصوصاً بعد يوم طويل من العمل خارج وداخل البيت. ورأيت أنه يحق لي أيضا أن أتعلمها وأحترفها، وهذه الدورة الأولى لي في السباحة وأنا متأكدة أنها لن تكون الأخيرة. توقيت الدورة في ساعات المساء ساعدني على الالتزام".

أما المشاركة سامرة واكد (45 عاماً) من حيفا، فقالت: "هذه الدورة الثالثة التي أشارك بها، في الماضي أيام الطفولة كنت أعرف السباحة من تلقاء نفسي ولكن بعد الزواج وإنجاب الأبناء لم يكن لدي وقت. ابني تعلم السباحة وهو يعمل منقذا فشجعني كثيراً على تعلمها". وأشارت إلى أنها تسبح في البرك فقط وليس في البحر، "كون البركة أكثر أمانا من البحر، لكن أثناء السباحة أشعر بأنني أخرج الطاقات السلبية وأبدلها بطاقات إيجابية".

السباحة تخلص الجسد والنفس من الطاقات السلبية(العربي الجديد) 


أما فاطمة غزاوي (55 عاماً) فأوضحت أنها باشرت "الدورة التدريبية الرابعة، وبدأت تعلّم السباحة بعمر الخمسين عاما مع أنني ولدت في عكا وأهل عكا معروفون بمهارتهم بالسباحة. لكن في طفولتي كنت في العاشرة من عمري حين غرقت صديقتي وماتت أمام عيني في البحر، ومنذ ذلك الوقت امتنعت عن السباحة تماماً، إلى أن استعدت رغبتي بذلك في هذا العمر وعدت للسباحة من جديد".

أمهات يتعلمن السباحة بعد أبنائهن(العربي الجديد) 


وأشارت إلى أن صديقاتها شجعنها على تعلّم السباحة، وقالت: "وجئنا سوية لتعلمها، وبعد ممارستي والتزامي بها أشعر كم أنها تريح جسدي وتوفر لي لقاء اجتماعياً مع صديقاتي في ساعات المساء. فنحن نسبح منذ ثلاث سنوات معاً". وتابعت: "هناك مثل يقول ولا مرة متأخر، فأنا درست أيضا في الجامعة بعمر 49 عاماً، فالمرأة تستطيع فعل ما تشاء عندما تقرر والعمر ليس عائقا أمام أي شيء".

بإمكان المرأة تعلم السباحة في أي عمر(العربي الجديد) 


وفي حديث مع مدربة السباحة عفيفة زعطوط من حيفا، قالت: "لدي مدرسة سباحة، وأعلم منذ ثلاثين عاماً السباحة للنساء، اللواتي رغم تجاربهن الكبيرة في الحياة، لكن عند وصولهن إلى بركة السباحة يعدن إلى مرحلة طفولتهن".

وأكدت المدربة أن "كل امرأة تستطيع تعلم السباحة في أي عمر. ومعروف أن السباحة من أكثر أنواع الرياضة التي تعطي ثقة بالنفس وتشغل جميع عضلات الجسد، وتمنح الاسترخاء للجسد والنفس أيضاً".

المساهمون