إقبال على البطيخ العراقي في فصل الصيف

إقبال على البطيخ العراقي في فصل الصيف

12 يوليو 2018
يكثر الإقبال على البطيخ في فصل الصيف (فيسبوك)
+ الخط -


عاد البطيخ العراقي ليتصدر المشهد في أغلب مدن ومحافظات البلاد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، إذ أصبح "الرقي" كما يقال له باللهجة المحلية وجبة أساسية في المائدة العراقية، بالنظر لفوائده وقيمته الغذائية كونه يساعد الجسم على استعادة السوائل التي يفقدها نهاراً، إضافة إلى أسعاره المناسبة. 

وسط العاصمة بغداد وتحديدًا عند بوابة مرأب النهضة لنقل المسافرين، يقف العراقي حسين قاسم وسط كمية كبيرة من البطيخ (الرقي) وهو ينادي بأعلى صوته لاستقطاب الزبائن إلى سلعته: "يقرا ويكتب.. اكتل الحر بماعون رقي"، و"يقرأ ويكتب" مَثل عراقي عادة ما يقال للدلالة على أهمية الشيء وضرورته، والعبارة على لسان التاجر تدعو إلى اقتناء البطيخ الأحمر اللذيذ للقضاء على الحرارة.

ويقول قاسم لـ"العربي الجديد"، إنه يشتري البطيخ العراقي من سامراء أو الحلة أو أبو غريب أو المحمدي بالأنبار ويبيعه بعد تقطيعه ووضعه في الصحون مع شوكة للمسافرين بسعر 500 دينار (أقل من نصف دولار)، وبذلك يربح في الحبة الواحدة ضعفها مقارنة بسعرها لو باعها كاملة.

ويضيف "الناس تحب البطيخ بهذا الشكل، تأكل وتغادر وهو أفضل من العصائر الصناعية الأخرى والمشروبات الغازية، مغذ ومنعش وصحي".

ويبين المتحدث أن "البطيخ يعدّ مصدر رزق له ولعشرات العوائل في بغداد والمحافظات، إذ يكثر الإقبال عليه في فترة الصيف"، موضحا أنه يشتريه من المزارعين والتجار الذين يقومون بنقله من محافظات الشمالية والوسط، ليبيعه للزبائن".

ويتابع "يقبل الزبائن على أطباق البطيخ الذي نعرضها حمراء شهية، هروبا من حر فصل الصيف" لافتا إلى فساد وزارة الكهرباء التي لم تفلح بتوفير الطاقة لهم، من أجل تبريد البطيخ.

ويشير إلى أن" أسعار البطيخ خلال هذا الموسم أفضل بكثير من سابقه، وعزا ذلك إلى توسع زراعته وإنتاجه في عدة مناطق خاصة ديالى وكركوك ونينوى بعد أن تحررت من قبضة تنظيم "داعش"، فعاد البطيخ المحلي إلى السوق بقوة، بعد أن هيمن لمدة طويلة البطيخ التركي والإيراني الذي لا يمتاز لا بحلاوة أو حمرة البطيخ (الرقي) العراقي".

ويبين أن سعر الكيلوغرام الواحد منه حوالي 500 دينار عراقي، مشيرا إلى أنهم يبيعونه بالتقسيط عبر تقطيع البطيخة إلى قطع صغيرة وبيعها بعد رش الثلج عليها لتصبح أكثر برودة".

ويختم مازحا "إذا سمعت عراقيا ينادي ويقول "حمرة وريانة وفحص على السكين"، فهذا يعني أنها تقرا وتكتب وكل منها حتى تشبع". في إشارة منه إلى البطيخ العراقي.

من جهته يقول أحد تجار العاصمة بغداد، وهو متخصص بالفواكه والخضروات ويدعى عبد الرحمن سيف لـ" العربي الجديد"، إن" العام الحالي يعتبر أفضل السنوات لموسم البطيخ العراقي، وذلك لأن مناطق كانت غائبة عن سوق بغداد ومدن الجنوب عادت مجددا بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي"، ويشير إلى أنه يشتري البطيخ من ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى، وأن الإنتاج وفير وأسعاره كذلك أقل من السنوات السابقة حيث كنا نستورد التركي والإيراني لسد حاجة السوق".

أسعار البطيخ العراقي في متناول الجميع (فيسبوك)

ويشير إلى أن" الأسعار تختلف حسب حمولة السيارة، فنحن نشتري بأسعار أقل ونبيع بأسعار السوق التي تتراوح حسب الحمولة من 150 ألف دينار عراقي وتتجاوز ثلاثة ملايين دينار للسيارة الكبيرة".

زرعته عدة مناطق بعد تحريرها من قبضة داعش (فيسبوك) 

من جهته يقول أحد سكان العاصمة بغداد ويدعى عمر الأعظمي لـ" العربي الجديد"، إن" البطيخ هو صديق العائلة العراقية لأنه يضمن انتعاش البطون بعد انقطاع الكهرباء". ويؤكد أن العراقيين يتناولون البطيخ في وجبات الغذاء بصورة يومية تخفيفا من حر الصيف".

ويلفت إلى أن بطيخ هذا الموسم يمتاز بشدة حلاوته ولونه الأحمر، وأن المائدة العراقية افتقدته منذ سنوات بسبب سيطرة داعش على المناطق التي تشتهر بزراعته وهي العظيم في ديالى والحويجة في كركوك وباقي مناطق نينوى وصلاح الدين".

مناطق واسعة زرعت بالبطيخ العراقي (فيسبوك)