حصاد 4 سنوات من سيطرة النظام على القلمون الغربي

حصاد 4 سنوات من سيطرة النظام السوري على القلمون الغربي

06 يونيو 2018
مليشيات تابعة للنظام تتحكم في بلدات القلمون الغربي (فيسبوك)
+ الخط -
في الشهر السادس من عام 2014، أتم النظام السوري سيطرته على كامل مدن وبلدات منطقة القلمون الغربي، شمال دمشق، والتي تشكل مساحة كبيرة من محافظة ريف دمشق، وكانت معقلاً هاماً من معاقل الثورة السورية في سنواتها الثلاث الأولى.

بعد أن سيطر النظام، روج وعوداً بالأمن والأمان والازدهار، لتحول السنوات الأربع المنطقة إلى ما يشبه السجن الكبير تحت حكم مليشيات مختلفة، فرضت نفسها كسلطة الأمر الواقع، في ظل تدهور حاد في المستوى المعيشي لسكان المنطقة الذين عُرف عنهم يسر الحال.
لم يغادر الستيني السوري أبو محمد مدينته "يبرود"، وهي أكبر مدن القلمون، حيث يملك مصنعاً مع شريك له، ويروي لـ"العربي الجديد"، عن الصعوبات التي تواجهه في تأمين احتياجات المصنع، والمواد الأولية التي تأتي من ميناء طرطوس، وبالتالي تمر على عشرات الحواجز العسكرية التي تطلب إتاوات مختلفة القيمة، تزيد من سعر تكلفة المواد.

يقول أبو محمد: "لا تكفي كل تلك الحواجز المنتشرة على الطريق من طرطوس إلى يبرود، علينا أن ندفع أيضاً لقادة الدفاع الوطني، ولدرع القلمون، كلهم يقومون بجبي الأموال منا بحجة رواتب عناصرهم التي تحمي المدينة، رغم أنهم طوال اليوم يتسكعون في الطرقات".
والدفاع الوطني ودرع القلمون ميلشيات مسلحة من أبناء المنطقة قام النظام بتشكيلها وتدريبها لتكون قوة مساندة للجيش.

تقيم سارة، طالبة الصف الثالث الثانوي، مع أسرتها في مدينة النبك (80 كم شمال دمشق)، وروت لـ"العربي الجديد"، عن التحرش بفتيات المدينة من قبل عناصر الدفاع الوطني، "هؤلاء الشباب يحملون السلاح، ولا رادع لهم، لا أخلاقياً ولا قانونياً، وهم يظنون أنفسهم فوق القانون، حتى بات الذهاب إلى المدرسة كابوساً بالنسبة لنا كبنات، فشباب الدفاع الوطني يحيطون بالمدارس وينتظرون الفتيات للتحرش بهن، وأحياناً لا يقف الأمر عند التحرش اللفظي، وتصل الأمور للخطف، كما جرى في إحدى قرى منطقتنا مؤخراً".

وتحول الانفلات الأخلاقي في القلمون إلى حديث معتاد للسكان في جلساتهم اليومية، في ظل عجز آباء بعض الفتيات عن منعهن من إقامة علاقات غير شرعية مع عناصر النظام في المنطقة، حيث التهديد بالقتل والاعتقال حاضر في كل واقعة.

وليس حال شباب القلمون أفضل من إناثها، فالمضايقات الأمنية تتواصل، والخيارات تضيق أمامهم، فإمّا الالتحاق بإحدى المليشيات المسلحة، أو السفر خارج المنطقة، والخيار الثاني اتخذه أغلبية الشباب، فهاجر الآلاف من أبناء المدن والبلدات إلى لبنان وتركيا وأوروبا.

وقال العشريني محمد خلوف، من بلدة عسال الورد القريبة من الحدود اللبنانية، لـ"العربي الجديد": "تركت بلدتي بعد عام من سيطرة النظام عليها. قارب عمري حينها سن الالتحاق بالجيش، فكان علي المغادرة، فأنا لا أريد أن أشارك في قتل أبناء عمومتي وأقاربي. في لبنان يتواجد أكثر من 500 شاب من بلدتي الصغيرة، ومئات آخرين هاجروا إلى أوربا، البلدة باتت فارغة تقريباً من الشباب".