نهر دجلة يحتضر... والعراقيون يحملون حكومتهم المسؤولية

نهر دجلة يحتضر... والعراقيون يحملون حكومتهم المسؤولية

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
04 يونيو 2018
+ الخط -
غادرت أغلب طيور النورس ضفاف نهر دجلة وبرزت الجزر الترابية في وسطه، وانتشرت آلاف الأسماك النافقة على أطرافه، ومياهه الراكدة تبعث رائحة كريهة. هذا ما تبقى من دجلة في مناطق عدة من بغداد وجنوب العراق، مع قطع إيران نهر الزاب المغذي له، وملء أنقرة حوض سد أليسو على النهر في حوض الأناضول، ما يمكن اعتباره إيذاناً بموت دجلة الذي كان سبباً في نشوء حضارات ما بين النهرين بدءاً من الحضارتين الآشورية والبابلية ولغاية اليوم.

وأطلق مسؤولون محليون في محافظات جنوب ووسط وشمال العراق، اليوم الاثنين، نداءات استغاثة للحكومة مع احتمال العجز عن توفير مياه الشرب خلال أسبوع من الآن. في الوقت الذي تلقي فيه كل من إيران وتركيا باللائمة على العراق لعدم بنائه سدوداً تمنع وصول مياه دجلة العذبة إلى الخليج العربي وضياعها هدراً، مؤكدين أنهم غير مسؤولين عن حالة اللامبالاة العراقية حيال حصصهم المائية.

وسجل انقطاع مياه الشرب عن عدد من مناطق جنوب العراق، وتوقف نظام الريّ لمئات آلاف الهكتارات الزراعية في الجنوب والشمال، ما يزيد التوقعات باتساع حالة الجفاف في الأيام المقبلة.

ويقول الناقد والروائي العراقي جمال القيسي، لـ"العربي الجديد": "لو كانت هناك دولة حقيقية لدينا تنظر لمصلحة الشعب لما وصلت الأمور لهذا الحدّ".

ويتابع: "عراق بلا دجلة أو الفرات ليس العراق، لكن السياسيين والحكومة لدينا متخلفون ولا يفكرون، وعلى المواطن الآن أن يضغط على الحكومة لتفعل شيئاً"، مضيفاً "من وجهة نظري لا توجد مؤامرة على العراق، لكن للأسف يوجد فشل سياسي كامل، يرافقه فشل اجتماعي هذه نتيجته".

  

ويرى هاشم الياسري (47 عاماً)، أن على العراق الردّ اقتصاديا على تركيا وإيران، من خلال مقاطعة البضائع المستوردة من هذين البلدين المسؤولين عن جفاف المياه في العراق.


ويناشد الياسري الحكومتين التركية والإيرانية بعدم قطع المياه عن العراق، واصفاً الأمر بأنه "غير إنساني". ويرى أن على الحكومة العراقية مناشدة الأمم المتحدة من خلال هيئة حقوق الإنسان، لأن قطع تركيا وإيران المياه عن العراق "جريمة بحق العراقيين".


المواطن فاضل آل حجام، يقول لـ"العربي الجديد": "تجفيف المياه في دجلة والفرات سببه النظام السياسي الفاسد في العراق، فلعبة المياه منابعها تركية - إيرانية، وهناك سياسيون عراقيون تابعون لتركيا وآخرون لإيران، لذلك صار العراقي لعبة بين الاثنين".

ويضيف: "أميركا هي التي تقود هذه العملية السياسية التي يشوبها الفساد السياسي والإداري والاجتماعي، والحكومة هي سبب الفساد ولن تتحرك، وكل هؤلاء السياسيين جاؤوا لتحطيم العراق وشعبه".

ذات صلة

الصورة
الشرطة العراقية في مناطق بغداد (أحمد الربيعي/فرانس برس)

مجتمع

أعلنت الشرطة العراقية في محافظة واسط، جنوبي البلاد، إنقاذ طفلة ألقتها والدتها في نهر دجلة الأحد، بينما جرى توقيف الأم والتحفظ عليها تمهيداً لإحالتها إلى القضاء.
الصورة
مياه وصنابير في الولايات المتحدة الأميركية (جاستن سوليفان/ Getty)

مجتمع

أظهرت دراسة أميركية جديدة أنّ نحو نصف عيّنات مياه الصنابير في الولايات المتحدة الأميركية تحتوي على "مواد كيميائية أبدية"، وقد يؤدّي التعرّض لها على نطاق واسع إلى مخاطر صحية كبيرة.
الصورة
بحيرة انحسرت مياهها بسبب الجفاف في إيطاليا (مانويل رومانو/ Getty)

مجتمع

أظهرت دراسة علمية حديثة أنّ أكثر من نصف البحيرات والمسطحات المائية الكبيرة في العالم تجفّ منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي لأسباب عدّة على رأسها تغيّر المناخ.
الصورة
نهر الخابور (العربي الجديد)

مجتمع

انعكس جفاف نهر الخابور في منطقة الجزيرة السورية بشكل سلبي على المزارعين في المنطقة، حيث بدأت مياه النهر فعلياً بالتراجع منذ عام 1990، ليجف بشكل نهائي خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي تسبب بترك المزارعين مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

المساهمون