رمضان مأزوم في مخيم عين الحلوة

رمضان مأزوم في مخيم عين الحلوة

04 يونيو 2018
في سوق المخيّم (العربي الجديد)
+ الخط -

حلّ شهر رمضان على مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وسكانه هذا العام، وسط أزمة معيشية كبيرة. والمخيّم الواقع جنوبيّ لبنان كان قد شهد العام الماضي أحداثاً أمنية نتيجة صراعات سياسية في داخله أدّت إلى تدمير حيّ الطيرة فيه وحيّ الصحون، في حين تهجّرت أكثر من 600 أسرة بحسب التقديرات. يُذكر أنّ وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) باشرت بتقديم التعويضات للمتضررين، بهدف إعادة بناء بيوتهم وترميمها حتى يتمكنوا من العودة. لكنّ إعادة البناء والترميم يحتاجان إلى وقت طويل، لذا فإنّ السكان لن يتمكّنوا من العودة إلى منازلهم في الوقت الراهن إلا عند انتهائهم من ترميمها. وتهجير هؤلاء يؤثّر سلباً على حركة الشراء والبيع في سوق المخيّم، لا سيّما في رمضان.

تبدو الحركة خجولة في سوق مخيّم عين الحلوة، في ظلّ البطالة التي تُعَدّ العامل الأوّل المؤثّر في أوضاع الناس الاقتصادية، وفي ظلّ نزوح سكان المخيّم منه، بالإضافة إلى حواجز الجيش اللبناني المتشددة عند مداخله. فتلك الحواجز تعيق دخول الأشخاص من غير سكّان المخيّم، لشراء ما يحتاجون إليه من ذلك السوق. يُذكر أنّ السوق كان يعتمد بشكل كبير على المناطق اللبنانية المحيطة بالمخيّم، لأنّ الأسعار فيه أفضل ممّا هي في خارجه. كذلك، فإنّ عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين الذين كانوا يسكنون في المخيّم، هاجروا إلى دول أوروبية.

محمد غسان إسماعيل بائع دجاج في المخيّم، يقول إنّه "في مثل هذه الأيام تكون زحمة الناس في السوق كبيرة، لدرجة أنّ المحلّ لا يعود يتّسع للزبائن. لكنّ الأمر هذا العام مختلف. وعلى الرغم من ذلك، فنحن لن نرفع أسعارنا". يضيف: "لا نعرف كيف ستصبح نسبة المبيعات في الأيام المقبلة، مع العلم أنّ ذلك يبقى رهن الوضع السياسي والأمني في المخيّم. إذا كان الأمن مستتباً، فإنّ عملنا سوف يعرف رواجاً، نوعاً ما. وإن لم يكن كذلك، فنحن لن نتمكّن على الأرجح من فتح محلاتنا".

ويشير إسماعيل إلى أنّه "خلال رمضان الماضي وكذلك رمضان الذي سبقه، شهد المخيّم اشتباكات عدّة، تهدمت على إثرها بيوت وخلّفت ضحايا كثيرين، في حين نزح سكان حيّ الطيرة وحيّ الصحون بمعظمهم إلى مناطق محيطة بالمخيم في صيدا وضواحيها. وهو الأمر الذي أثّر سلباً على أوضاعنا الاقتصادية وتراجع البيع كثيراً عندنا. لكنّنا على الرغم من ذلك نستبشر برمضان الجاري ونأمل ألا تقع أيّ حوادث أمنية لأنّ الناس لم يعودوا يحتملون أكثر، خصوصاً من الناحية الاقتصادية. فثمّة بطالة كبيرة في صفوف الشباب، واللاجئون السوريون في لبنان أثّروا كثيراً في انتشار البطالة بشكل أكبر".




من جهته، يقول ناجي محمود درويش وهو بائع بهارات، إنّ "وضع الأسواق في هذا البلد يتأثّر عموماً بالوضعَين الأمني والاقتصادي. هل تكون نسبة المبيعات خلال هذا الشهر أفضل أم لا؟ هذا أمر لا نستطيع توقّعه، لا سيّما مع البطالة الكبيرة بين الشباب". أمّا مفيد مطلق وهو بائع خضار، فيقول إنّه "كل يوم يأتي أسوأ من سابقه. فالحالة الاقتصادية متردية جداً، وأنا لست متفائلاً بتحسّن الوضع الاقتصادي خلال هذا الشهر لأنّه يرتبط كذلك بالحالة السياسية في لبنان، وهذا يؤثّر علينا في المخيّم". ويشير إلى أنّ "سوق الخضار في المخيّم كان في مثل هذه الأيام يعجّ بالناس، بينما الحركة اليوم ضعيفة جداً". في السياق نفسه، يؤكد حسام سرية وهو بائع خضار كذلك، إنّ "الجوّ ليس جوّ رمضان المعتاد. الخضراوات تتكدّس أمامنا، ونضطر إلى تلفها عند انتهاء يوم العمل أو في اليوم التالي. وضع المخيّم متردّ جداً، فلا عمل والوضع الأمني غير مستقر والوضع الاقتصادي ليس مريحاً".