تونس تتجه لتنظيم الكتاتيب القرآنية وتطوير مناهجها

تونس تتجه لتنظيم الكتاتيب القرآنية وتطوير مناهجها

23 يونيو 2018
سنّ تشريعات للتصدي للكتاتيب غير القانونية (Getty)
+ الخط -

تعمل وزارة الشؤون الدينية التونسية، على تنظيم عمل الكتاتيب القرآنية (يؤمها الأطفال قبل سن الدراسة لتعلم القرآن)، وهيكلتها وتحديث مناهجها التعليمية وتنظيم أطرها القانونية بالتعاون مع مجلس الشعب.

وعقدت لجنة المرأة والأسرة والطفولة بالبرلمان التونسي، أمس الجمعة، جلسة استماع إلى أحمد عظوم وزير الشؤون الدينية حول برنامج وزارته لتنظيم كتاتيب تعليم القرآن الكريم وخطة الوزارة لحوكمة هذا المجال، عبر سنّ التشريعات الضرورية للتصدي للكتاتيب غير القانونية والروضات العشوائية التي لا تخضع لرقابة ومتابعة السلطات التونسية.

وحذّر البرلمانيون من تفشي تدخل جمعيات مشبوهة وغير مرخص لها في تعليم الأطفال في تلك السن الدقيقة، بعيدا عن رقابة الوزارة ومتابعتها بما يمثل خطرا على تمرير خطابات ومناهج متشددة، ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي والمذهب الوسطي المعتدل الذي تتبناه تونس.

كذلك شددوا على ضرورة مراعاة مصلحة الطفل، ومراقبة البرامج والمناهج الموجهة لفائدته عبر التنسيق المحكم بين مختلف الوزارات المتداخلة، وبالخصوص وزارة شؤون المرأة والطفولة والأسرة.

بدوره، أكد وزير الشؤون الدينية أن الوزارة تعمل على إعداد دليل جديد للكتاتيب العصرية التي تتماشى مع التطور التكنولوجي، وذلك في إطار المشروع الذي أعدته الوزارة، مشيراً إلى مبادرة تشريعية وأهمية إشراك البرلمان في إعدادها، والاستماع إلى تصور البرلمانيين في هذا المجال.

وأضاف عظوم أنّ الوزارة تسعى لإنهاء الكتاب في شكله القديم "حصيرة وعبادة متربّعة"، مشيرا إلى أنّ الكتاتيب العصرية ستقوم بتعليم الأطفال القرآن والتفسير الحقيقي للتعاليم الدينية، وتأهيلهم للدخول للمدرسة مع توفير فضاءات للعب.

كما أوضح أنّ اللجان الجهوية لتحييد المساجد بصدد النظر في الروضات القرآنية التابعة للجمعيات، وتأذن بغلق كل من تخالف التوجّه الذي ضبطته الوزارة.

من جهته، بيّن رئيس مصلحة الكتاتيب القرآنية بوزارة الشؤون الدينية، رمزي السالمي، أنّ أكثر من 47 ألف طفل في سن 4 و5 سنوات يدرسون في الكتاتيب التابعة لوزارة الشؤون الدينية والبالغ عددها 1664 كتّابا، مشيرا إلى أن الكتاتيب شهدت نقلة نوعية مقارنة بالماضي، ويتمثل التغيير بحسب السالمي، في الانخراط الكبير للمرأة في هذا القطاع، إذ فاقت نسبة المعلمات 60 في المائة من العدد الإجمالي للمعلمين في هذا المجال في تونس.


وأضاف المسؤول، أنّ وزارة الشؤون الدينية تعمل على إحداث قرابة 1500 كتّاب جديد على مدى السنوات القادمة، وهو ما يتطلب من السلطات التونسية بذل جهود إضافية من أجل الارتقاء بمستوى الكتاتيب القرآنية، مبينا أن الوُعاظ يشرفون على حسن سيرها، من خلال القيام بعمليات تفقد دورية ومستمرة، ومرافقة وتوجيه بيداغوجي وعلمي للمؤدبين (المعلمين) في مختلف محافظات البلاد.