أهالي درعا يردّون على تحشيد النظام: خيارنا الوحيد البقاء

أهالي درعا يردّون على تحشيد النظام: خيارنا الوحيد هو البقاء

22 يونيو 2018
بدء حركات نزوح في المنطقة (Getty)
+ الخط -
يواصل النظام السوري حربه الإعلامية على محافظة درعا، بالتزامن مع الحشود العسكرية التي استقدمها للمنطقة، مع حملات تدعو الأهالي للاستسلام والرضوخ للتسوية، كما جرى في مناطق جنوب دمشق وريف حمص الشمالي، الأمر الذي أدى لضغوطات على الأهالي وبدء حركات نزوح في المنطقة بين محافظتي درعا والقنيطرة، مع تخوف من توسع هجمات النظام.

ابن مدينة درعا، أكرم المبارك (40 عاما)، يقول لـ"العربي الجديد": "هي حرب نفسية على الأهالي. نحن نعيش بشكل طبيعي الآن، لكننا ننساق وراء الشائعات. صحيح أن وتيرة القصف قد ارتفعت، لكن خيارنا الوحيد هو البقاء، ونحن نرفض قضية ترويج البعض لمصالحة، فوضع درعا مختلف عن بقية المناطق التي هجر منها الناس قسريا، وحالة التماسك عادت قوية بين الأهالي".

ويضيف: "أكثر ما يخيف الأهالي هو حدوث انفلات أمني قد يضرّ بهم بشكل مباشر. لكن حتى الآن لم يحدث هذا الأمر، وهناك مساع كبيرة من الجميع لمنعه، ومن الأهالي قبل الفصائل العسكرية في المنطقة".

أما أنس حوراني (44 عاما)، فيقول لـ"العربي الجديد": "يحاول النظام الضغط علينا بأسعار المواد الغذائية خاصة بعد إغلاق المعبر بين محافظة درعا والسويداء. الأسعار على حالها ولم يتغير شيء؛ ونحن في فصل الصيف نعتمد بشكل كبير على الزراعة وهي تساعدنا لتخطي الضغوطات التي اعتدنا عليها، والتي أصبحت مألوفة لدى جميع السكان".

وعن وضع الأهالي في المناطق المتاخمة لريف السويداء، يقول "هناك حركات نزوح في بلدات ناحته وبصر الحرير، والأهالي حرصوا على استقبال النازحين، كونها المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الحالة منذ سنوات، فالقصف المدفعي هذه المرة مختلف عن السابق".

أما خالد عبيد، ابن مدينة جاسم، فيصف لـ"العربي الجديد"، تخوف الأهالي قائلًا: "التخوف من قضية الهجوم على درعا أمر طبيعي، خاصة بعد ما حل بالغوطة الشرقية بعد الهجوم الكيميائي. هناك نزوح للأهالي في بعض المناطق، وهو أمر مبرر، لكن على العموم لا يوجد خيار آخر لدينا سوى البقاء في أرضنا، فلا مكان يتم تهجيرنا إليه بالأصل. إدلب مكتظة وتشهد انفلاتا أمنيا وعدد المهجرين فيها وفي الشمال السوري كبير، وهناك شيء يميّز درعا هو العصبة العشائرية التي تجمع المناطق، فالقرار واحد بالبقاء لدى الجميع".

وعن قضية الفتنة التي حاول النظام افتعالها بين أهالي السويداء ودرعا، يقول عبيد: "هي مجرد دعاية لا أكثر، ولن تستطيع الأوهام والشائعات تمزيق اللحمة والمودة التي تجمع أهالي المحافظتين، حتى أن كثيرًا من أهالي درعا لجأوا إلى السويداء في السابق ولقوا ترحيبًا من الأهالي فيها".


من جهتها، تقول أم محمد (63 عامًا)، وكانت تعمل مُدرّسة، إن "الضغط وسياسة التجويع أو الحصار لا يمكن لها أن تؤثر على أهالي درعا؛ فالمجتمع مترابط بشكل جيد". وتوضح  لـ"العربي الجديد"، قائلة: "تربينا على حب بعضنا، وربينا أولادنا على ذلك؛ وحان وقت الاختبار، فهو الأمر الأول قبل السلاح لصمودنا، وأعتقد أننا سننجح فيه".