غشّ مستمر في امتحانات الثانوية العامة في مصر

غشّ مستمر في امتحانات الثانوية العامة في مصر

22 يونيو 2018
يتبادلون الإجابات بعد انتهاء الامتحانات (العربي الجديد)
+ الخط -
في كلّ عام، يكثر الحديث عن تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة في مصر. ويتجاوز الأمر الشائعات، إذ تنشر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة الامتحانات، من دون أن تكون الجهات المعنية قادرة على الحد منها

يكشف مسؤول في وزارة التربية والتعليم في مصر أن هناك أكثر من 30 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء مختلفة، تحفّز على الغش وتنشر امتحانات الثانوية العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، و"بالغش أتجمعنا"، و"ثورة التعليم الفاسد". كما أنشأت مجموعات على موقع "واتس آب"، واتهمت شخصيات داخل وزارة التربية والتعليم بالمساعدة على الغش في مقابل بدل مادي كبير، ما يؤكد وجود "مافيا" لتسريب وبيع الامتحانات، وفشل الوزارة في مواجهة الظاهرة المستمرة للعام الثالث على التوالي، على الرغم من الإجراءات المشددة التي أعلنت عنها الحكومة المصرية قبل بدء الامتحانات في الثالث من يونيو/ حزيران الجاري، والتي تنتهي في الأول من يوليو/ تموز المقبل.

يضيف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، أن هناك فساداً كبيراً داخل الوزارة، في ظل تسريب الامتحانات قبل بدئها بأكثر من 6 ساعات، ما يشير إلى وجود خلل داخل المنظومة التعليمية، وغياب المساواة بين الطلاب. ويوضح أن عدداً من اللجان تساهم في تسريب الامتحانات والوزارة على علم ذلك، وهي لجان لأبناء مسؤولين وشخصيات أمنية وعسكرية. ويعيّن مراقبون على علاقة بتلك الشخصيات بهدف تسهيل الغش لأبنائهم، وضمان حصولهم على درجات عالية، ما يشير إلى عدم المساواة بين التلاميذ حتى داخل اللجنة نفسها. تضم اللجنة الواحدة على سبيل المثال أبناء الطبقة الوسطى، لكن يفرق بينهم وبين "أبناء الذوات". يتابع أنّ ما يبلّغ عنه خلال الامتحانات لا يمثّل سوى 2 في المائة من الفوضى الموجودة لدى بقية اللجان في المحافظات. ويوضح أنّ الوزارة في مأزق حقيقي بسبب عدم وجود آلية واضحة حتى الآن لمكافحة الغش الإلكتروني، ما يهدد بزيادة الظاهرة خلال السنوات المقبلة.




وفي ظل فشل الحكومة المصرية في مواجهة الغش، أكد علماء الدين، وعلى رأسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومفتي الديار شوقي علام، في تصريحات وحوارات مع صحف مصرية، على خطر الغش ورفض الأديان السماوية له.

وقبل انطلاق امتحانات شهادة الثانوية، كانت الحكومة المصرية قد أعلنت قدرتها على تأمين اللجان، ومواجهة الغش الإلكتروني والورقي. واتخذت وزارتا التعليم والداخلية إجراءات صارمة، منها التفتيش الإلكتروني ومنع التلاميذ من دخول اللجان بالهواتف المحمولة أو أية أجهزة إلكترونية، إضافة إلى تفتيش التلاميذ لدى دخولهم البوابة الرئيسية للمدرسة وعند باب اللجان. على الرغم من كل ذلك، الغش مستمر ويستطيع التلاميذ إدخال أجهزة إلكترونية. وتباع إجابات الامتحانات أمام اللجان بعد نشر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبلغ سعر إجابات المادة الواحدة 300 جنيه (نحو 17 دولاراً)، وتسرّب إلى داخل اللجان، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة.

ولم يمنع القبض على أكثر من 10 من مؤسسي صفحات "الغش الإلكتروني" على مواقع التواصل الاجتماعي وحبسهم تسريب امتحانات الثانوية العامة. ويكشف أحد مراقبي اللجان في الثانوية العامة، ويدعى شادي م.، أن رؤساء اللجان والمراقبين في امتحانات الثانوية العامة يشعرون بالقلق على حياتهم بسبب غضب أولياء الأمور والرغبة في الانتقام منهم، عازياً السبب إلى الضغوط التي عاشوها مع أولادهم خلال فترة الدراسة، في ظلّ الاستعانة بمدرسين خصوصيين ودفع أموال كثيرة حتى لا يرسب أبناؤهم. ويؤكد غياب الإجراءات الأمنية أمام المدارس باستثناء اليوم الأول، لافتاً إلى أن الحكومة تكتفي فقط بالأمن الإداري داخل المدارس.

وتؤكد وزارة التعليم الفني والتدريب أن تلميذ الثانوية العامة الذي نشر أجزاء من امتحان الجبر والهندسة الفراغية، من محافظة الشرقية، موضحة أنه ضبط بعد دقائق قليلة من تصوير الورقة ونشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وجرى تنسيق بين وزارتي الداخلية والتربية والتعليم، ووزعت أرقام مأموري أقسام ومراكز الشرطة على مسؤولي اللجان البالغ عددها نحو 1777 لجنة على مستوى الجمهورية، بينها 11 لجنة بشمال سيناء، للتنسيق والاتصال حال وقوع أي مشاكل تعوق الامتحانات.



ويؤدي الامتحانات في الشعبة الأدبية 266 ألفاً و898 تلميذاً وتلميذة على مستوى الجمهورية، إضافة إلى 114 ألفاً و716 تلميذا وتلميذة في شعبة العلمي رياضيات، و264 ألف تلميذ وتلميذة في شعبة العلمي علوم. كما يجري 58 تلميذاً الامتحانات داخل مستشفى 57357، و3 تلاميذ في مستشفى أورام طنطا، و63 تلميذاً في معهد الأورام، إضافة إلى 60 تلميذاً في السجون.