جلسة برلمانية تبحث الاعتداءات الجنسية ضد عاملات الفراولة

جلسة برلمانية تبحث الاعتداءات الجنسية ضد عاملات الفراولة... ومساءلة وزير العمل

19 يونيو 2018
يشتكين من اعتداءات وتحرشات جنسية وانتهاكات حقوقية (Getty)
+ الخط -

لا تزال قضية العاملات المغربيات في حقول الفراولة بالجنوب الإسباني تثير الكثير من الجدل داخل المغرب، كما تشهد مستجدات متلاحقة، سواء على المستوى الحقوقي أو القضائي أو حتى السياسي، إذ تمت مساءلة وزير العمل محمد يتيم، اليوم الثلاثاء، في جلسة برلمانية.

وعقد مجلس النواب المغربي، اليوم الثلاثاء، جلسة خصصت لمناقشة مستجدات ملف عاملات الفراولة اللواتي اشتكى بعضهن من التعرض للاغتصاب أو التحرش الجنسي والمعاملة الحاطة من كرامة الإنسان، فيما بدأت السلطات الأمنية في استجواب المشتكيات والمشتبه بهم من مالكي مزارع الفراولة.

وفي الوقت الذي نشرت فيه منابر إعلامية إسبانية متطابقة تسجيلات وشهادات عاملات مغربيات يكشفن ما تعرضن له من اعتداءات وتحرشات جنسية وانتهاكات حقوقية، خرجت وزارة العمل لتقلل من حجم هذه الشكاوى، معتبرة أن الأمر لا يصل إلى الحد الذي تم ترويجه.

وأفادت وزارة العمل في هذا الصدد بأن المعطيات التي تجمعت لديها إلى حدود اليوم، من مختلف المصادر والجهات الرسمية في إسبانيا، تفيد بأن حالات التحرش الجنسي المشار إليها تبقى معزولة جداً، كما تنطبق على عاملات من جنسيات مختلفة".

ووفق المصدر، فإن الحرس الإسباني كان قد استمع إلى نحو 800 امرأة مغربية، وأسفرت الأبحاث التي أجريت عن تسجيل 12 حالة محاولة تحرش ترجع المسؤولية فيها إلى 7 أفراد، 4 منهم مغاربة و3 إسبان.

وشددت وزارة العمل على ضرورة "مواصلة تتبع التحقيقات الجارية من قبل السلطات الإسبانية في موضوع التحرشات المنسوبة لبعض الأشخاص في حق بعض العاملات؛ والتعاطي مع نتائجها بكامل المسؤولية".

في المقابل، حذرت من بعض المبالغات في تناول الموضوع ومن تعميم صورة نمطية على عملية تشغيل العاملات الفلاحيات الموسميات في الحقول الإسبانية ووقعه على صورتهن بصفة خاصة وعائلاتهن بصفة عامة، داعية كافة العاملات الزراعيات في الحقول الإسبانية إلى ضرورة التبليغ عن كل حالة تحرش أو سوء معاملة قد تعترضهن من أجل التدخل في حينه.

وقال الوزير محمد يتيم، على هامش جلسة البرلمان ضمن تصريحات صحافية، إنه لا يمكن الحديث عن وجود اعتداءات جنسية ضد العاملات المغربيات، بقدر ما هي حالات معزولة لتحرشات جنسية وليس اعتداءات، مبرزاً أن تحديد المصطلحات في هذا الصدد مهم وله دلالات".

واستدرك الوزير ذاته بالقول إنّ جميع عمليات التشغيل تشوبها سلبيات ومشاكل في التوظيف وتحرشات بين ربّ العمل والمشتغلة، وبأنه في المغرب أيضاً توجد مثل هذه الحالات"، مردفاً بأن المهم هو أن الوزارة تتابع هذا الملف.

كذلك لفت يتيم إلى أن كل ما وصل إلى سمعه من حالات تحرشات جنسية كان عبر ما نشر في منابر الإعلام، لكن وزارته لم تتوصل بأية شكاية رسمية في هذا الصدد"، قبل أن يعود ليؤكد بأن مجرد ظهور حالة واحدة للتحرش أو الاعتداء ضد عاملة مغربية تضع الحكومة في موقف المسؤولية اتجاهها.

جلسة البرلمان حول هذا الملف لم تمر من دون تسجيل مواجهات حادة أبدتها برلمانيات مغربيات دافعن عن عاملات الفراولة، وانتقدن بشدة موقف الحكومة الذي وصفنه بالقاصر والعاجز وغير المواكب لما يقع من مستجدات وأحداث في الضفة الإسبانية.

حياة بوفراشن كانت إحدى البرلمانيات اللواتي انتقدن موقف وزارة التشغيل المغربية، وقالت إن الوزير ظهر مرتبكاً ومتناقضاً مع نفسه في مواجهة الحقائق والتسجيلات المباشرة التي تم الاستماع إليها، وتهم عاملات يكشفن تعرضهن للتحرش وانتهاكات لحقوقهن.



وسردت البرلمانية ذاتها عدداً من هذه الانتهاكات التي قالت إنها تمس عاملات الفراولة المغربيات في الجنوب الإسباني، ومنها عدم تسوية وضعيتهن المالية، واحتجاز جوازات سفرهن، وعيشهن داخل بيوت من قصدير في ظروف معيشية وإنسانية متردية، كما يخصص لعشر أو عشرين عاملة مرحاض واحد، بالإضافة إلى الأوضاع السيئة الأخرى.