الاعتداء على 41 فتاة يفجر غضباً في إيران

الاعتداء على 41 فتاة يفجر غضباً في إيران

18 يونيو 2018
قانون بالبرلمان الإيراني لحماية النساء (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد منطقة "إيرانشهر مولوي طيب" جنوب شرق إيران، احتجاجات غاضبة منذ الإعلان عن اغتصاب والاعتداء على 41 فتاة من أتباع المذهب السني في المنطقة الواقعة في محافظة سيستان وبلوشستان.

وطالب الأهالي خلال تجمعات احتجاجية بمحاسبة المسؤولين عن تلك الفعلة، ومتابعة القضية بشكل جدي، وهدد بعض المحتجين بحمل السلاح وملاحقة المتهمين للانتقام منهم في حال لم تؤد السلطات واجبها خلال الأيام المقبلة.

وطلب مسؤول إيراني من سكان "إيرانشهر" اليوم الاثنين، الحفاظ على الهدوء، وعدم الخروج في تجمعات احتجاجية قد تزيد من تعقيد الملف، مؤكدا أن المعنيين وعدوه بمتابعة القضية ومحاسبة مرتكبيها، وأن الشرطة اعتقلت فردا متورطا، واصفا إياه بـ"صاحب جاه ومال".

في المقابل، لم تؤكد السلطات القضائية ولا أية مصادر رسمية صحة الحادثة أو عدد الفتيات اللاتي تعرضن للاعتداء أو الاغتصاب، والتي أعلن عنها إمام صلاة الجمعة الماضية في المنطقة.
ونفى المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، الأنباء التي أوردها إمام الجمعة في إيرانشهر، ونقلت عنه وكالة "فارس" للأنباء، قوله إن "ثلاث فتيات تقدمن بشكوى، ويجب التأكد أولا من الموضوع، وما إن كانت شكاواهم مرفوعة حتى الآن أم تم سحبها"، داعيا إلى "التأكد من صحة الأخبار قبل نشرها، والتأثير على الرأي العام".
وأضاف منتظري أن "القضاء سيلاحق ويحاسب من ينشرون أخبارا غير موثقة، وعلى أصحاب المنابر الذين ينشرون أخبارا من هذا القبيل معرفة أن ذلك يؤدي إلى تبعات اجتماعية خطرة".

وقال النائب في البرلمان الإيراني عن منطقة إيرانشهر، محمد نعيم أميني، إنه "لا يوجد رقم دقيق لعدد الضحايا حتى الآن، لكن 4 فتيات خضعن للفحص الطبي".

وشكك رئيس محكمة محافظة سيستان وبلوشستان، إبراهيم حميدي، بالمعطيات الرائجة، وقال إن "ثلاثة أشخاص فقط تقدموا بشكاوى رسمية إلى الشرطة والقضاء، وأبلغوا عن قضايا خطف واغتصاب"، مؤكدا اعتقال متهم واحد، وملاحقة ثلاثة آخرين على صلة بالملف.

أما المدعي العام في إيرانشهر، محمد خاني، فذكر أن "السلطات استطاعت التعرف على هوية عدة متهمين"، مؤكدا اعتقال أحدهم، وقال إنه "المتهم الرئيس في القضية، ما يرجح أن عصابة واحدة قامت باختطاف عدد من الفتيات في منطقة إيرانشهر والاعتداء عليهن".

رسميا، كلف وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، الجهاز القضائي في المحافظة، بمتابعة القضية بشكل سريع، والكشف عن ملابساتها، ومحاسبة المتهمين، وإنزال أشد العقوبات بهم.

وبحثت مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، معصومة ابتكار، القضية خلال اتصال هاتفي مع والي المحافظة، دانيال محبي، وأكدت له ضرورة اتخاذ خطوات لمنع تكرار جرائم من هذا النوع.

ودعت ابتكار إلى تسريع التصويت على مشروع تم تقديمه إلى البرلمان الإيراني حول حقوق النساء، والتصدي للعنف ضدهن، وقالت في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية، إن "تحويل المشروع إلى قانون من شأنه ردع المجرمين، ووقف الجرائم بحق المرأة".

وتقع منطقة إيرانشهر بمحاذاة الشريط الحدودي مع باكستان، وتعرف بأنها إقليم جاف صعب التضاريس، وتعاني من مشكلات عدة على رأسها الفقر وانتشار تهريب المخدرات، كما يقع فيها بين الفينة والأخرى اشتباكات مسلحة بين حرس الحدود الإيراني وعصابات المخدرات، أو أفراد ينتمون لجماعات مسلحة معارضة للنظام من البلوش السنة الذين ينشطون في الشريط الحدودي، ويفرون أحيانا إلى داخل الأراضي الباكستانية.