وثائق إثبات المستوى التعليمي تضاعف معاناة أبناء النازحين بليبيا

وثائق إثبات المستوى التعليمي تضاعف معاناة أبناء النازحين في ليبيا

13 يونيو 2018
مخاوف من ضياع سنوات دراستهم (Getty)
+ الخط -


لم يحصل الطالب الليبي وسام على إقرار رسمي من مكتب التعليم يسمح له بالالتحاق بالامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية التي لم يعد يفصله عنها سوى أسبوع واحد، إذ ستنطلق في 24 يونيو/ حزيران الجاري.

والد وسام النازح من مدينة سبها جنوب ليبيا بسبب الحرب الدائرة فيها، يقول لـ"العربي الجديد": "سمحوا لأطفالنا بالالتحاق بمدارس ضاحية قصر بن غشير في طرابلس لاستكمال تعليمهم، لكنهم الآن طلبوا منا إثبات المستوى الدراسي لهم ليتمكنوا من اجتياز الامتحانات".

ويتابع بغصّة "لقد فررنا هاربين من الحرب، تاركين كل شيء وراءنا، منازلنا وأمتعتنا، فكيف سنفكر في الذهاب إلى مكتب التعليم من أجل ورقة تثبت المستوى الدراسي" ويضيف بمرارة "يبدو أن هؤلاء المسؤولين لم يسمعوا بأن في البلاد حرباً ونازحين فأين أجد مكتب التعليم أو المدارس أصلاً التي تحولت إلى ركام".

وسام ليس وحده من يتكبد هذه المأساة، فهناك المئات غيره من نازحي مدن الحرب في الجنوب والشرق لم تصدر بحقهم أي قوانين أو إجراءات مؤقتة، لتلافي ضياع سنوات الدراسة عليهم.

وفي السياق يؤكد مدير إدارة الامتحانات بوزارة التعليم بطرابلس، محمد العروسي أن الوزارة غير مخولة بحل المشاكل المترتبة عن النزوح، ويتابع "أقصى ما استطعت فعله هو قبول أبناء النازحين إلى حين توفير مستندات الالتحاق الدراسي"، ويلفت إلى أن عددا كبيرا من أطفال النازحين لم يقدموا إثبات المستوى الدراسي.

ويبين أنّ مكاتب التعليم بالمناطق التي وصل إليها النازحون وفرت أقصى ما تستطيع، لكن لا يمكنها الاستمرار في قبول دراسة طالب دون أن يثبت مستواه الدراسي.

ويعلل ذلك بكونه اكتشف "وجود طلاب يدرسون في مراحل تعليمية لا توافق أعمارهم، كما طاول التزوير شهادات إتمام الفصول السابقة".

بدوره، يقر مدير مكتب التعليم في بنت بيه، منطقة بالجنوب الليبي،عمران بوسن، بالصعوبات التي تواجهها الوزارة في حلّ مشاكل أبناء النازحين، ويقول "من المفترض أن تكون لدى الوزارة منظومة عامة تسجل كل طلاب ليبيا ومستوياتهم ودرجاتهم" مشيراً إلى أن اعتماد الأسماء والسنوات وإثبات المستوى كان يحول بشكل منتظم للوزارة.

ويوضح بوسن أن مكاتب التعليم كانت تتعامل مع هذه المنظومة العامة، لكن "المشكلة في تركها دون تحديث لسنوات، فوجدت الوزارة نفسها عاجزة عن توفير معلومات وبيانات الطلاب من خلالها، وبالتالي ألقت باللائمة على أولياء الأمور".

ويكمل "كان من الممكن أن تحل المنظومة العامة كل المشاكل بالضغط على زرّ واحد، لكن المشكلة في الأصل من الحكومة وتقصيرها".

وقررت الوزارة أن تجري الامتحانات النهائية للمرحلة الثانوية لهذه السنة في أماكن محددة تجمع فيها كل الطلاب، ففي طرابلس أعلنت أنها ستجري في مقر جامعة طرابلس على خلاف السنوات الماضية حيث كانت تجري كل مدرسة امتحاناتها لوحدها.

وأعلنت الوزارة أن الإجراء جاء للحدّ من حالات الغش ولضمان الوصول إلى نتائج تحدد مستويات الطلاب حسب جهودهم، وسط غضب من قبل أولياء الأمور سيما سكان الأحياء والمناطق البعيدة الواقعة في ضواحي العاصمة.

من جهته، يقول العروسي إن في طرابلس أكثر من 2000 طالب نازح، لكن الرقم ليس نهائياً بسبب عدم وجود حصر دقيق لأعدادهم، لافتاً إلى أن "التزوير كان سبباً مباشراً في اشتراط إحضار إثبات المستوى".

وعن الحلول التي وضعتها الوزارة لمواجهة المشكلة يوضح "سيسمح للطلاب بدخول الامتحانات، لكن النتيجة ستقوم الوزارة بحجبها إلى حين توفير المستندات، وعلى رأسها إثبات المستوى، وكشف الدرجات للتأكد من صحة وجود الطالب في هذا الفصل الدراسي، ليكون ضمن الممتحنين للمرحلة النهائية".

لكن والد وسام يتساءل "كيف يمكن الحصول على إثبات مستوى والمدرسة والمكاتب الإدارية ما سلم منها نهب وهناك مدراس تضررت بالحرق نتيجة القصف والقنابل"، مؤكداً أنه "تقدم وغيره إلى إدارة التقويم والقياس الرئيسية بالوزارة للحصول على مستندات".

المساهمون