العراق: المنازل المفخخة تسرق فرحة العيد بالموصل

العراق: المنازل المفخخة تسرق فرحة العيد بالموصل

13 يونيو 2018
تفكيك المتفجرات قبل العودة يضمن سلامة الأهالي(فيسبوك)
+ الخط -


على الرغم من مرور ما يقرب من عام على إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي بالكامل، إلا أن العبوات الناسفة، والمنازل المفخخة، وبقية مخلفات الحرب لا تزال تخطف أرواح المدنيين هناك، وتسرق من أهالي المدينة أمل استعادة الفرح بعيد الفطر.

ويقول محمد ربيع، وهو موظف في وزارة الكهرباء، ويسكن البلدة القديمة في الموصل، "إن السكان استعدوا لإحياء عيد الفطر بعد سنوات من الخراب والدمار تسبب بها احتلال "داعش"، وما تلا ذلك من عمليات عسكرية للتحرير، لكن الفرحة يبدو أنها لن تكتمل"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن مخلفات الحرب تقتل وتتسبب بإصابة المدنيين.

ويشير إلى أن "التفجيرات الأخيرة لمنازل مفخخة سرقت فرحة العيد الذي يبدو أنه يؤجل مجيئه للموصل هذا العام"، مطالباً القوات الأمنية بالتأكد من سلامة جميع المنازل قبل السماح بعودة سكانها إليها.

وأعلنت قيادة شرطة نينوى أمس الثلاثاء، عن مقتل أكثر من عشرين عراقيا بينهم نساء وأطفال بتفجير ثلاثة منازل مفخخة في منطقة الشهوان في البلدة القديمة بالموصل. وأشارت إلى أن المنازل المفخخة تعود لأسر عادت حديثاً، ودخلت منازلها قبل أن تتمكن فرق الأمن من إبطال العبوات الناسفة بداخلها.


إلا أن المحامي عماد الحيالي، يؤكد أن حديث القوات العراقية عن تأخر فرقها الهندسية بتنظيف منازل الموصل المفخخة لا يعفيها من تحمل مسؤولية ما حدث بالكامل، مبينا لـ "العربي الجديد" أن الأيام الأخيرة شهدت تفجير عبوات ناسفة وضعت داخل المنازل التي عاد إليها أصحابها أخيراً، إلا أن وسائل الإعلام لم تسلط الضوء على ذلك.

ويشير إلى أن "الحكومة المحلية في نينوى تتحمل أيضا جزءاً من المسؤولية، لأن من واجبها اتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها منع مخلفات الإرهاب من قتل عيد الموصليين الذين عادوا الى منازلهم للبحث عن شيء من الفرح".

أما الطبيب علي طارق، الذي يسكن العاصمة العراقية بغداد بعد أن غادر الموصل منذ أربع سنوات، فيوضح أن خشيته على أسرته وأطفاله تمنعه من مجرد التفكير بالعودة إلى الموصل. ويقول لـ "العربي الجديد": "الأوضاع هناك غير مطمئنة، كما آن آثار الحرب لا تزال هي الطاغية على المدينة".


ويضيف "قبل يومين علمت بإصابة شقيق زوجتي وطفليه بسبب تفجير جزء من منزلهم بعبوة ناسفة كانت موضوعة فيه"، مبيناً أن هذا المنزل الذي يقع في الجانب الأيمن للموصل لم يشهد أية عمليات تفتيش من قبل الفرق الهندسية حاله حال بقية المنازل المحيطة به. كما يعتبر أن العودة فيها مجازفة كبيرة لاحتمال احتواء المنازل على عبوات ناسفة أو مواد أخرى قابلة للانفجار.