قلة الإمكانات تهدد مستقبل نزلاء مراكز الإدماج في تونس

قلة الإمكانات تهدد مستقبل نزلاء مراكز الإدماج في تونس

12 يونيو 2018
مراكز إدماج الطفولة في تونس (العربي الجديد)
+ الخط -



تعاني مراكز رعاية الأطفال والشبان فاقدي السند العائلي والاجتماعي في تونس الكثير من المشكلات بسبب عجز الدولة عن توفير الإمكانات البشرية والمادية، وأصبحت البنية التحتية لكثير من تلك المؤسسات مهترئة وتقادمت القاعات والجدران والتجهيزات والأثاث.

وشبهت الطفلة ضحى (13 سنة) مركز الرعاية والإدماج الذي تقيم فيه بأنه "سجن للأطفال" أو إصلاحية الأحداث في غياب البرامج الترفيهية والأنشطة التثقيفية والرياضية وسط إهمال من المسؤولين، حسب ما روت لـ"العربي الجديد".

وتغيب الرقابة ومتابعة الحالة النفسية والاجتماعية والصحية للأطفال المقيمين في هذه المراكز، أو المتمتعين بنصف إقامة، بسبب ضعف الإمكانيات وتفشي الإهمال في بعض المراكز، والذي يسمح بتسرب ألوان من المخاطر والتهديدات في محيط المؤسسات، وداخلها، من قبيل التدخين والإدمان، وبعضهم يكونون عرضة للعنف والجريمة والتحرش، والاغتصاب في بعض الأحيان.

وتؤكد الطفلة إكرام (16 سنة) لـ"العربي الجديد"، أنها تتعرض لأشكال من التحرش بشكل متواصل، وأنها تمكنت من النجاة من محاولة اغتصاب من قبل مجهولين تربصوا بها لمعرفتهم بأنها يتيمة.

وزار "العربي الجديد"، مركز رعاية الشباب والطفولة ببرج العامري في محافظة منوبة، 30 كلم عن العاصمة تونس، للوقوف على الظروف الصعبة التي تمر بها هذه المؤسسات التي أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية للأطفال والمراهقين المقيمين.

وأكد مسؤول في مركز شؤون الأسرة والطفولة بمحافظة منوبة، أن ضعف إمكانات هذه المراكز ومحدودية الموازنة الخاصة بها وراء ضعف الخدمات، موضحا أن المنتفعين في المحافظة يبلغ عددهم 95 طفلا وشابا، بينهم 34 مقيما، منهم 16 فتاة، والبقية بنظام نصف إقامة، ويتكفل المركز بجانب من الرعاية، وتصرف لهم مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية، داعيا إلى زيادة الاعتمادات للمركز.


وقال أيمن (18 سنة): "أتردد على المركز مضطرا بسبب الضائقة المادية، وأملي العثور على مهنة أعول بها نفسي وأمي بعد أن تلقيت تكوينا مهنيا، وأصبحت أملك حرفة أستطيع أن أنال قوت يومي منها".

وبينت فتاة طلبت عدم ذكر اسمها، مقيمة في المركز، إنها بصدد اجتياز امتحان البكالوريا شعبة آداب، وإنها تطمح في دراسة اختصاص تنشيط الطفولة حتى تقوم بتربية الناشئة وتفيد الأطفال في مؤسسات مثل المؤسسة الذي ترعرت فيها. مؤكدة أن الإطار التربوي والتنشيطي بالمركز يعتني بهم عبر تخصيص ساعات إضافية للمساعدة والدعم.

دلالات