رمضان الألفة والتكافل في حيّ وادي النسناس بحيفا

رمضان الألفة والتكافل في حيّ وادي النسناس بحيفا

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
11 يونيو 2018
+ الخط -
يتيمز حيّ وادي النسناس العربي العريق في حيفا خلال شهر الصوم رمضان، بأجواء خاصة. وتضفي الزينة بأضوائها المزركشة على واجهات البيوت ميزة خاصة في شهر الصيام على الحيّ الذي ما زال يحافظ على هويته العربية وهندسته المعمارية كما كان قبل النكبة.

قبل عشر سنوات، بادر ناشطون من الحيّ إلى رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بجميع شوارعه، وتوفر للسكان سماع ربع ساعة من تلاوة القرآن إلى أن يرفع الأذان. وتاريخيًا لم يكن هناك مسجد في الحي، لذلك خلق السكان طريقة بديلة تعطي الشهر الفضيل رونقه، تتيح سماع الأذان جماعة بدلاً من متابعته عبر الإذاعة أو التلفزيون كما يحصل في كثير من بيوت العائلات العربية في حيفا، وبعض المدن الساحلية الفلسطينية التي تفتقد للمساجد.

ويعرف حيّ وادي النسناس بعراقته، وهو الحيّ الأكبر لتجمع العرب في حيفا، ويقطنه أكثر من عشرة آلاف عربي. ونشأ الحي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر جراء انتقال عائلات عربية كثيرة من البلدة القديمة إليه، واستمر انتقال العائلات إلى الحي باستمرار حتى النكبة. وفي عام النكبة، تم تجميع من بقي من الفلسطينيين بحيفا من جميع الأحياء في حيّ وادي النسناس ومحاصرتهم فيه.

ولأن شهر رمضان هو شهر التكافل الاجتماعي والرحمة واجتماع الأحبة والعائلات والجيران، أقامت عشر عائلات في شارع الوادي الواقع في القسم العلوي من الحيّ، إفطاراً جماعياً أمس الأحد. وهذه عادة سنوية يحافظون عليها في الشهر الفضيل، خصوصاً أن الجيران يعرفون بعضهم بعضاً من جيل الأجداد إلى الأبناء والأحفاد.

وقالت ياسمين بدير، العضوة في لجنة حيّ وادي النسناس: "نحن بحاجة في حيّ وادي النسناس لمصلّى، فالحيّ كبير ويأتي الكثير من الغربية (من خارج الحيّ) ويبحثون عن مكان للوضوء". ولفتت إلى أن الحاج عيسى أحد سكان الحيّ هو من بادر إلى وضع مكبرات الصوت لسماع الأذان بشهر رمضان.

وأضافت "نحن على علاقة طيبة جدا مع الجيران، وهي علاقة متوارثة من الأجداد، وهذا ما يميز الحيّ عندنا، وصحيح أن شهر رمضان هو شهر التكافل الاجتماعي والمحبة والتسامح، لكن من عاداتنا تحضير وجبة غداء مشتركة مرة كل شهر على مدار العام".

وأشارت إلى اشتراك الجيران بمجموعة على تطبيق "واتساب" لاستمرار التواصل في ما بينهم، ومساعدة بعضهم بعضاً في جميع المناسبات في الأفراح والأتراح.

الشيخ رشاد، إمام مسجد الجرينة في حيفا، قال: "أهالي حيّ وادي النسناس يتميزون بالأخوة والإنسانية بينهم، لم يكن من الصعب إطلاق مبادرة سماع الأذان بمكبرات الصوت في شهر رمضان وجميع أطياف الحيّ شجعوا ذلك".


واعتبر أن "نسبة المقبلين على المساجد في حيفا قليلة جدا بسبب بُعد المساجد عن الأحياء العربية، ويصعب على المصلين الوصول إلى مسجد الجرينة البعيد، حيث يقع في البلدة السفلى، وهي منطقة مكاتب الدوائر الحكومية للمدينة ودائما هناك حركة مرور خانقة". وأضاف "هناك حاجة ماسة لمصلى في حيّ وادي النسناس، وبعد المساجد عن الحيّ يعيق وصول كبار السن خصوصاً إلى الجرينة للصلاة، وإيجاد مصلى بالحي يحلّ الأزمة".

وقالت أم جود وهي من سكان حي وادي النسناس: "في السابق اعتدنا سماع أذان المغرب عن طريق الراديو أو التلفزيون، كنا نرفع الصوت حتى نسمع الأذان، أما بعد المبادرة المباركة نسمع الأذان بالحي ونحن في الساحة مع جميع الجيران والسكان، وهذا يضيف للشهر الفضيل ولأجوائه رونقاً أكثر".

دلالات

ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.

المساهمون