الإفطار الجماعي... مبادرات رمضانية في أنحاء الجزائر

الإفطار الجماعي... مبادرات رمضانية في أنحاء الجزائر

10 يونيو 2018
الإفطار الكشفي في ولاية الجلفة الجزائرية(العربي الجديد)
+ الخط -


 في شهر رمضان، تكثر المبادرات ذات الطابع الخيري والتضامني في الجزائر، كذلك تنتشر المبادرات الجماعية في المدن والبلدات والأحياء التي تزيد الترابط بين الناس مثل الإفطارات الجماعية.

في مدينة البيرين بولاية الجلفة التي تبعد نحو360  كلم جنوبي العاصمة الجزائرية، يستعد فوج "آفاق" للكشافة الإسلامية الجزائرية، لتنظيم إفطار جماعي وسط المدينة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. كما يعمد قادة وأطفال الفوج الكشفي لتنظيف الساحة التي سيقام فيها الإفطار الذي يضم الكشفيين وضيوفهم من المسؤولين وسكان المدينة والمدن القريبة. يحرص الكشفيون على إحياء هذه المبادرة سنوياً، تجسيدا لقيم التكافل المجتمعي وتقوية النسيج الاجتماعي.

يقول القائد الكشفي لخضر بوربيع، أحد المشرفين على المبادرة لـ"العربي الجديد" "هدفنا الأول تعليم الأطفال الكشافة على العمل التضامني، وغرس روح التعاون فيما بينهم على خدمة المجتمع والناس"، مشيرا إلى أن "هكذا مبادرات يمولها محسنون وأهل الخير الذين يرفض أغلبهم الظهور في الصورة، ويعتبرونها واجبا قبل أن تكون صدقة، ويتولى فريق الكشافة تنفيذها".

ويوضح أن "هذا الإفطار الجماعي هو ختام المشروع الخيري لشهر رمضان المبارك، الذي وزعنا خلاله 124 قفة رمضانية على العائلات الفقيرة، إلى جانب تسيير مطعم عابر السبيل الذي يقدم أكثر من 200 وجبة يومياً لعابري السبيل والعائلات، إضافة إلى الختان الجماعي لـ45 طفلاً يتيماً ومعوزاً، مع توزيع كسوة العيد لفائدة 25 عائلة، وتنظيم مسابقة القران الكريم وتكريم مقرئي صلاة التراويح".

في العاصمة الجزائرية كانت المبادرة أضخم من حيث العدد والتنظيم، إذ استقطب الإفطار الجماعي نحو 1600 شخص في شارع ديدوش مراد وسط العاصمة، بإشراف وتنظيم رئيس بلدية الجزائر الوسطى.

ويؤكد رئيس البلدية عبد الحكيم بطاش لـ"العربي الجديد"، أن الإفطار الجماعي يأتي في سياق تكريس قيم العيش المشترك، وضمت المائدة التي امتدت على طول الشارع، مئات المواطنين والصحافيين وعشرات المهاجرين الأفارقة الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذه المبادرة الرمضانية".

ويضيف بطاش "ليس من السهل تنظيم هذه المبادرات، لكن بفضل جهد الجميع نجحنا في أن يكون هذا الإفطار بمثابة عرس تضامني أبدى فيه الجزائريون وعمال بلديتي وممولون محسنون روحا تضامنية عالية". وأعرب عن اعتقاده أن "نجاح هذه التظاهرة هذا العام سيشجعنا على تكرارها السنة المقبلة إن شاء الله". وعلق بطاش وهو مستشار سابق للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، بالقول "هذا المشهد الجميل هو لمن لم يعرفوا الجزائر حق المعرفة".

 وبهدف تقاسم الملح وتعزيز قيم حسن الجيرة، نظمت بلدة أحمر العين بولاية تيبازة، بمبادرة من شباب حي المارشي القريب من مسجد البلدة، مائدة فطور جماعي. وأحضر كل شاب ما أمكن من الوجبات التي أعدتها عائلته، للمشاركة في الإفطار، ودعوا إليه المصلين الذين خرجوا من صلاة المغرب لمشاركتهم الإفطار في أجواء مفعمة بالروح التضامنية بين شباب الحي.

وهناك مجموعات من الشباب بادرت لإقامة إفطار جماعي مشترك على البحر، خصوصاً في الأيام الأخيرة من رمضان التي ارتفعت فيها درجة الحرارة في مدن الساحل.

تختلف تلك النماذج في طبيعة وشكل الإفطار الجماعي، لكنها تلتقي عند نقطة تعزيز التضامن والتكافل والأواصر الاجتماعية، والتي تتعزز أكثر خلال الشهر الفضيل، بسبب القيم الروحية السامية التي يضفيها شهر رمضان في الجزائر. 

دلالات

المساهمون