تونس: الأشخاص ذوو الإعاقة يصوّتون

تونس: الأشخاص ذوو الإعاقة يصوّتون

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
06 مايو 2018
+ الخط -

"قدمت برفقة ابنتي. انتظرت لحظة الانتخاب هذه طويلاً. أشعر بفرحة لا توصف. هذه أول انتخابات بلدية بعد الثورة التونسية. وما نفعله اليوم هو من أجل الأجيال المقبلة، وبهدف بناء مستقبل أفضل. يجب أن يعي الشباب أهمية هذه اللحظة وقيمة تجربة الحكم المحلي"، يقول هادي المزوغي، أحد ذوي الإعاقة البصرية، لـ"العربي الجديد".

ويضيف المزوغي أنه، لأول مرة، تمكّن من ممارسة حقه بكل ديمقراطية وشفافية. قبل الثورة، كان يرفض المشاركة في الانتخابات لأنه يعتبرها "مزورة"، عدا عن استغلال النظام ذوي الإعاقة. ويبيّن أن كلّ الوسائل متوفرة للانتخاب، ما سمح له ولآخرين بالانتخاب في مرافق معينة.

ويقول رئيس الجمعية التونسية لحقوق الإنسان، والناشط في جمعيات تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، خيري عبد الحميد، لـ "العربي الجديد"، إنه "انتخب صباح اليوم". ويضيف أن المشرفة على مكتب الاقتراع طلبت الإذن من الناخبين للسماح بإعطائه الأسبقية في الانتخاب لكونه من ذوي الإعاقة، علماً أن القانون ينص على ضرورة أن تكون لذوي الإعاقة الأولوية، وهناك توصيات لأصحاب المكاتب بذلك، من دون طلب الإذن من رؤساء المكاتب أو المواطنين.

ويكشف عبد الحميد أنه ناضل وآخرين منذ الثورة للسماح لذوي الإعاقة بالترشح على رأس قوائم انتخابية، مؤكداً أن التجربة التونسية في هذا المجال رائدة، وتعدّ مثالاً يحتذى به. وينبه إلى أنه لم يكن من السهل إدراج ذلك في القانون الانتخابي، وما نشاهده اليوم دليل على نجاحهم كمجتمع مدني في الضغط والحصول على هذا المكسب. ويقول إن عدد الناخبين من ذوي الإعاقة بلغ 1800 شخص، وهو رقم جيد في أول انتخابات بلدية. لكن للأسف، ما من سجل خاص بالمقترعين من ذوي الإعاقة في تونس.

ويبين عبد الحميد أنهم تدخلوا في المركز الإعلامي في قصر المؤتمرات لإضافة ممر خاص لذوي الإعاقة. أما في بقية المراكز، لم تسجل صعوبات تحول دون الانتخاب.

شاركا في الانتخابات المحلية الأولى بعد الثورة (العربي الجديد) 



إلى ذلك، يقول الناشط لمصلحة حقوق ذوي الإعاقة، عماد الدين الورتاني، لـ "العربي الجديد": "السماح بوجود مرافقين للأشخاص ذوي الإعاقة لا ينتهك سرية الاقتراع لأن المقاييس والتعهدات الدولية تسمح بذلك. وهناك شروط عدة لضمان الشفافية وعدم التعدي على إرادة الناخب من ذوي الإعاقة". ويبيّن أن المنتخب من ذوي الإعاقة يختار مرافقه، ما يعني أنه يكون محل ثقة.



يضيف الورتاني أنّ أبرز الإشكاليات التي اعترضتهم تكمن في أن بعض المراكز غير مهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة. لكن بشكل عام، يمكنهم الانتخاب. ويرى أن هيئة الانتخابات تعمل على تجاوز النقائص والتدخل، على أن تُقيّم التجربة بشكل عام. ويوضح أن النسبة الرسمية للأشخاص ذوي الإعاقة في تونس تقدّر بـ 2,5 في المائة، مشيراً إلى أن العدد أكبر من ذلك.



ويقول عضو هيئة الانتخابات، نبيل عزيزي، لـ "العربي الجديد"، إنّ الهيئة وفرت كل اللوازم لتسهيل انتخابات ذوي الإعاقة، ومنها لوح برايل، بهدف تمكينهم من الانتخاب بأريحية. وهذه اللوازم متوفرة في كل مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات التونسية. ويؤكّد أن ذوي الإعاقة يضعون أوراقهم في الصندوق.

دلالات

ذات صلة

الصورة
جابر حققت العديد من النجاحات في مسيرتها (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكدت التونسية، أنس جابر نجمة التنس العربي والعالمي، أن تراجع نتائجها في المباريات الأخيرة، يعود إلى إصابة قديمة منعتها من تقديم أفضل مستوى لها.

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.

الصورة
محامو تونس في يوم غضب/سياسة/العربي الجديد

سياسة

أعلن محامو تونس اليوم الخميس دعمهم الكامل لخيار المقاومة بهدف استرداد الحق الفلسطيني، خلال يوم غضب نظموه في محكمة تونس، أبدى المحامون استياءهم من مواقف بعض الحكام العرب الذين يساندون إسرائيل ويتبنون سياسة التطبيع معها. وأشاروا إلى أن التاريخ سيدينهم.