القابلات باليمن في مواجهة ظروف الحرب

القابلات باليمن في مواجهة ظروف الحرب

05 مايو 2018
دور لا يمكن الاستغناء عنه للقابلات في اليمن (تويتر)
+ الخط -


أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم السبت، بمناسبة اليوم العالمي للقبالة الذي يصادف في الخامس من مايو/أيار من كل عام، أن القابلات في بلدان مثل اليمن والصومال والسودان، يبذلن جهوداً كبيرة لمساعدة مجتمعاتهن بأبسط المقومات، ويلعبن أدوارا لا غنى عنها لإنجاز مهام توصف بالبطولية.

وأشار بيان صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليوم العالمي الذي يحمل شعار "القابلات يقدن الطريق إلى الرعاية الجيدة"، إلى أن لدى اليمن، على سبيل المثال، واحدة من أعلى نسب وفيات الأمهات في المنطقة العربية، ويبلغ خطر وفاة المرأة لأسباب ذات صلة بالحمل 1 من كل 60 حالة. واعتبر أن الصراع في ذلك البلد أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد الحيوية، وتآكل الرعاية الصحية، مسبباً تفشي الكوليرا والدفتيريا وجعل الحوامل والأطفال حديثي الولادة أكثر ضعفاً من أي وقت مضى، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتبيّن تقارير الأمم المتحدة وجود ما يقدر بـنحو 3 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب، في جميع أنحاء اليمن، بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية الحيوية، إضافة إلى أن نقص الغذاء خلّف آثارا سلبية على حياة الأمهات الحوامل منها أن نحو 1.1 مليون منهن يعانين من سوء التغذية. ورجحت التقارير أن تصاب نحو 75 ألفا من هؤلاء النساء بمضاعفات متعلقة بسوء التغذية، ما قد يهدد حياتهن، لأنه يحول دون إجرائهن فحوصات منتظمة.

وتذكر القابلة اليمنية روثة أحمد، لموقع الأمم المتحدة، أن معظم النساء الحوامل في المنطقة يعانين من سوء التغذية الحاد ولا يذهبن إلى العيادات كما هو مطلوب. وتسرد بعض التحديات اليومية التي تواجهها في سبيل إنجاز مهمتها في مساعدة المحتاجين فتقول "أسافر مسافات طويلة سيراً على الأقدام، وأحياناً في الليل أو في خضم غارات جوية، للوصول إليهن. إذا لم أتحمل هذا الخطر، فقد تكون النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد في خطر. من واجبي إنقاذهم".


تشير التقديرات إلى أن ثلث مرافق الصحة الإنجابية فقط في اليمن تعمل. في حين تفتقر العديد من العائلات إلى الموارد للحصول على الرعاية في أقرب مستشفى لها. وفي السنوات الأخيرة، ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان 120 قابلة من بينهن روثة أحمد، على إنشاء عيادات منزلية. كما يعمل الصندوق على المساعدة في تغطية تكاليف رعاية الأسر الفقيرة. وتقول الأمم المتحدة إن سوء البنية التحتية في اليمن يحد من قدرة القابلات على الوصول إلى المرضى والحصول على إمدادات تنظيم الأسرة والأدوية وغيرها من الأشياء الضرورية المنقذة للحياة.




ويسعى الاتحاد الدولي للقابلات من خلال الاحتفال باليوم الدولي للقابلات إلى تأكيد التزامه باستراتيجيات ثلاث هي الجودة، والإنصاف، والقيادة. ويقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالإنابة، جواد المحجور، في بيان بالمناسبة التي يحتفى بها هذا العام تحت شعار "القابلات يقدن الطريق إلى الرعاية الجيدة"، "إن خدمات الرعاية الصحية للأمهات تعتمد اعتماداً كبيراً على الرعاية التي تقدمها القابلات، بما في ذلك دورهن في تلبية احتياجات النساء والأسر والمجتمعات المحلية"، مضيفا أن الوصول إلى كل امرأة ومولود جديد بخدمات القبالة يعد أمراً أساسياً لتحقيق الهدف الثالث المتعلق بالصحة ضمن أهـداف التنمية المستدامة، لخفض وفيات الأمهات والمواليد، إضافة إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة.



ويتابع جواد أن "المجتمع الصحي العالمي يسعى حثيثاً صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030 ومن الضروري سد الفجوات في الموارد البشرية الصحية، وتحسين جودة الرعاية المقدمة للنساء والمواليد، وضمان استفادة النساء من خدمات القبالة والرعاية التي توفرها قابلات مدربات تدريبا جيداً ومؤهلات رعاية عالية المردود، وفعالة وميسورة التكلفة ومستدامة"، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت إطار عمل لتقديم الدعم إلى الدول الأعضاء كي تتمكن من تحقيق هذا الهدف.

ويدعو إلى مواجهة القصور في فهم دور القابلات، وتدني مركز المرأة، والتنافس بين أصحاب المهن المختلفة، وإضفاء الصبغة التجارية غير المقننة على الولادة، من أجل تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والمواليد وخفض وفياتهم.

ويقول المحجور إن توفير الرعاية الجيدة يتوقف على توافر القابلات الماهرات والمتمرسات اللاتي يمكنهن القيام بدور قيادي والمساهمة في رعاية المرأة كجزء من فريق متعدد التخصصات. ويضيف أن دور القابلات يتمثل في تلبية توقعات النساء وأسرهن في خدمة توفر معلومات واضحة، وعمل جماعي فعال، وبيئة مأمونة، ورعاية مستمرة.


ويؤكد التزام المنظمة بدعم أدوار القابلات في قيادة الطريق لضمان أن تخوض المرأة ووليدها رحلة الحمل والولادة بأمان، والحصول أيضاً على رعاية أمومة تتسم بالاحترام وتتوفر لها موارد جيدة، الأمر الذي يضمن تمتع الأم ووليدها بالصحة والعافية طوال العمر. ويشير إلى أنه ينبغي عدم نسيان أن القابلات هن بطلات مجهولات في تلبية الاحتياجات الصحية للمجتمعات المحلية المتضررة من حالات الطوارئ، لا سيما في الشرق الأوسط وهن خط الاتصال الأول بالنساء وأسرهن.

ويدعو المحجور بمناسبة اليوم الدولي للقابلات جميع الحكومات وأصحاب المصلحة في القطاع الصحي إلى الاستثمار في القابلات وتعليمهن وتنظيم مهنة القبالة وبيئة عملهن وإدارتهن، باعتبارها خطوة عالية المردود يمكن أن تحسن جودة الرعاية للأمهات في جميع البلدان على حد تعبيره.


(العربي الجديد)

المساهمون