الاستنجاد برجال الدين وزعماء القبائل لمحاربة المخدرات جنوب العراق

الاستنجاد برجال الدين وزعماء القبائل لمحاربة المخدرات جنوب العراق

31 مايو 2018
التوعية بمخاطر الإدمان على المخدرات (تويتر)
+ الخط -

دعت حكومات محلية في مدن جنوب العراق، زعماء القبائل ورجال الدين، إلى المساعدة في الحدّ من انتشار وتعاطي المخدرات، من خلال الاطلاع بدورهم في المجتمع وتوعية الشباب بمخاطر هذه الآفة التي تسجل تقارير ارتفاع نسبة تعاطيها في مدن الجنوب والعاصمة بغداد، وانتشار عصابات وشبكات بيعها أو تهريبها من خلال إيران المنفذ البري والبحري الوحيد لها إلى العراق حاليا.

وأصدر مجلس محافظة المثنى، الثلاثاء، بيانا دعا خلاله زعماء القبائل ورجال الدين إلى الاطلاع بدورهم من أجل حثّ الشباب على الكف عن تعاطي وترويج المخدرات، موضحا أن تقارير الأدلة الجنائية، خلال الفترة الماضية، أكدت أن نحو 90 بالمائة من الجرائم التي ارتكبت في المحافظة مرتبطة، بشكل أو بآخر، بالمخدرات.

فيما ناشد مجلس محافظة البصرة، أن تتركز خطب الجمعة وجلسات العشائر الأسبوعية على خطورة المخدرات وأهمية محاربتها، واعتبار تعاطيها وبيعها جريمة مخلّة بالشرف والسمعة.

وفي السياق، يقول الشيخ جمعة عبد الرحمن (53 عاماً)، زعيم قبلي في البصرة، إنّ "المقاهي التي يتعاطى فيها الشباب المواد المخدرة في محافظة البصرة (590 كلم جنوب بغداد) فتحت أبوابها أمام زبائنها خلال شهر رمضان".

ويوضح لـ"العربي الجديد" أن عددا غير قليل من رواد هذه المقاهي يتعاطون المخدرات علنا من خلال "النرجيلة"، في الوقت الذي يؤدي فيه المسلمون صلاة التراويح، مشيرا إلى وجود تواطؤ من قبل بعض عناصر الأمن مع أرباب هذه المقاهي، لأن هذه الأماكن لا تغلق على الرغم من الشكاوى المتكررة ضدها. ويحذر المتحدث من التبعات الخطيرة لانتشار هذه الظاهرة، داعيا إلى وقفة حقيقية للحد من انتشار خطرها بصورة أكبر.

من جهته، يؤكد الباحث الاجتماعي والأستاذ في جامعة البصرة، علي ماهر، أن تعاطي المخدرات تحوّل إلى مرض متفشٍ بشكل مخيف في محافظات جنوب العراق، خصوصا البصرة. موضحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن وقوع المحافظة على الحدود مع إيران جعلها ممرا لتجار المخدرات الذين يوزعون جزءا من بضاعتهم (المخدرات) في البصرة، وينقلون الجزء الآخر إلى المحافظات القريبة كذي قار وميسان والمثنى.

وينتقد استمرار تعاطي المواد المخدرة في شهر رمضان من قبل شباب البصرة، مبينا أن هذا الأمر ينذر بخطر جسيم لا بد من تلافيه يتمثل في "احتمال حدوث انسلاخ تدريجي للشباب من الدين والأسرة والمجتمع، والانضمام إلى مافيات تعاطي وتجارة المخدرات".

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، عن اعتقال تاجر مخدرات في البصرة بحوزته أكثر من 15 ألف حبة مخدرة، مبينة أن العملية تمت وفقا لكمين محكم.

 


وفي السياق، أعلن قائد شرطة المثنى (جنوب العراق)، اللواء سامي سعود، عن تمكن مفارز مكافحة المخدرات من ضبط أكثر من 60 ألف حبة مخدرة. مبينا، خلال تصريح صحافي، أن هذه الكمية من المخدرات ضبطت بحوزة أشخاص جاؤوا من محافظتي البصرة والنجف، مشيرا إلى إحالة أوراقهم للقضاء.

وأشار إلى أن القوات العراقية قامت، خلال الأيام الماضية، بتكثيف حملاتها للحدّ من ترويج وتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها، موضحا أن فرق مكافحة المخدرات ركزت على المروجين ومن أين يتلقون تمويلاتهم.