عسكريون عراقيون يكملون حياتهم بأطراف صناعية

عسكريون عراقيون يكملون حياتهم بأطراف صناعية

28 مايو 2018
حياة أسرهم المعيشية تتراجع بسبب إصاباتهم(فيسبوك)
+ الخط -
خلفت الحرب التي خاضتها القوات العراقية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وانتهت العام الماضي آلاف الجرحى من ضباط ومنتسبي الجيش والشرطة، وفقد عدد غير قليل منهم أطرافه ليكملوا حياتهم تحت وطأة الإعاقة.

الضابط في الجيش العراقي عامر موسى، الذي فقد ساقه ويده في إحدى المعارك التي خاضتها القوات العراقية ضد تنظيم "داعش" بمحافظة الأنبار (غرب العراق) يروي قصته لـ "العربي الجديد" قائلا: "لم أكن يوماً أتوقع أن أكمل بقية حياتي من دون ساقي ويدي لا سيما أنني كنت مدمناً على ممارسة رياضة كرة القدم خلال إجازاتي". وأوضح أن الإصابة التي تعرض لها عام 2016 أثرت كثيرا على حالته النفسية، وجعلته يعد أيامه من دون أمل.

وأضاف موسى "ما زاد العبء علي هو اضطراري لشراء أطراف صناعية بمبالغ كبيرة تفوق إمكانياتي"، موضحاً أن الإعاقة التي تعرض لها خفضت من مستوى عيش أسرته كونه أصبح غير قادر على الحركة الطبيعية كما كان في السابق.

أما المنتسب إلى الشرطة الاتحادية العراقية محمد علوان الدليمي، أكد أن الإصابة التي تعرض لها أثناء معركة الموصل (شمالا) كادت تودي بحياته، مبينا لـ"العربي الجديد" أن إحدى القنابل التي سقطت على وحدته تسببت بتهشم الفخذ مع نزيف حاد.

وتابع "نقلت على أثر الإصابة من مواقع القتال في الموصل إلى مدينة الطب في بغداد"، موضحا أنه لم يتلق أي علاج هناك من قبل الأطباء الذين كانوا يعالجون المرضى بإمكانيات بسيطة تقتصر على أنواع من المهدئات.

كلفة الأطراف الصناعية تفوق الإمكانيات أحياناً(فيسبوك) 


وأضاف "نتيجة لذلك قررت السفر إلى الهند للعلاج هناك، إلا أن الاطباء هناك نصحوني بقطع رجلي من منطقة أسفل الفخذ، وهذا ما حصل بالفعل، وأنا اليوم أعيش بطرف صناعي يساعدني على المشي لكنه لا يمنحني الفرصة لممارسة حياتي الطبيعية".

يشار إلى أن الحرب على تنظيم "داعش" تسببت بسقوط أكثر من عشرين ألف قتيل وجريح من القوات العراقية.
وزارة الداخلية أكدت توفير أطراف صناعية لعناصر الشرطة وقوى الأمن(فيسبوك) 


وفي هذا الصدد أعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عن تخصيص وزارته مليارين ونصف المليار دينار عراقي (ما يعادل مليوني دولار أميركي) لتوفير الأطراف الصناعية لجرحى وزارة الداخلية، مشددا في بيان على ضرورة الإسراع بالإنجاز من أجل تخفيف معاناة الذين ضحوا من أجل العراق.
الحياة تختلف تماماً مع فقدان الأطراف (فيسبوك) 


وأكد الطبيب في مركز بغداد للأطراف الصناعية وليد الزبيدي، أن المركز يستقبل أعداداً كبيرة سنوياً من طلبات الحصول على أطراف، مبيناً لـ "العربي الجديد" أن الطلب زاد كثيراً خلال فترة الحرب على تنظيم "داعش"، وأشار إلى أن أغلب الذين يأتون إلى المركز هم من العسكريين الذين تعرضوا للإصابة خلال الحرب.

وسبق لمدير مركز بغداد للأطراف الصناعية الطبيب فليح حسن، أن أكد في وقت سابق أن المركز يستقبل نحو خمسة آلاف حالة سنويا، مؤكدا أن المركز يعمل بمساعدة المنظمة الدولية للصليب الأحمر.

المساهمون