حملات خيرية في رمضان الكويت

حملات خيرية في رمضان الكويت

الكويت

خالد الخالدي

avata
خالد الخالدي
23 مايو 2018
+ الخط -
يشهد شهر رمضان في الكويت طفرة كبيرة في التبرعات، إذ يفضّل كثير من الكويتيين التبرع في هذا الشهر من دون غيره لمكانة رمضان الدينية وقدسيته. وتستغل الجمعيات الخيرية هذه العاطفة لتطلق حملات خيرية داخل الكويت وخارجها، يتولى تنظيمها والإشراف عليها مشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي.

تضع الجمعيات الخيرية المرخصة الخطط لهذه الحملات، وينشط بعضها في الكويت لإغاثة الفقراء من الوافدين أو المنتمين لفئة البدون ودفع رسوم انتسابهم إلى المدارس والجامعات، ودفع إيجارات شققهم السكنية وبيوتهم التي تراكمت عليهم بفعل الفقر. وتنشط حملات أخرى في المناطق المنكوبة التي تعاني من المجاعة في أفريقيا، أو في مناطق الاضطراب السياسي مثل ميانمار وسورية واليمن وفلسطين.

تمكنت جمعية النجاة الخيرية بالتعاون مع نجم وسائل التواصل الاجتماعي محمد الحصينان من جمع 4 ملايين دينار كويتي (13 مليون دولار أميركي) في غضون 12 ساعة فقط خلال شهر رمضان الماضي، إذ استهدفت الحملة مساعدة المحتاجين داخل الكويت فقط. يقول مدير من الجمعية، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "حملة السنة الماضية حققت نتائج مذهلة حتى بالنسبة للجمعيات الخيرية الغربية في بريطانيا وأميركا، إذ ذهل القائمون عليها عندما علموا بجمعنا 13 مليون دولار في غضون 12 ساعة فقط، وهذا يدل على حرص الشعب الكويتي على التبرع والإغاثة الخيرية خصوصاً في شهر رمضان المبارك".

لكنّ نجم وسائل التواصل محمد الحصينان يستهدف هذا العام، بالتعاون مع جمعية أخرى، هي جمعية العون المباشر، التي تتخصص في العمل داخل أفريقيا واليمن، حملة خاصةً لجمع الأموال اللازمة لحفر 1000 بئر في مختلف بلدان أفريقيا في يوم واحد فقط. ومن المقرر أن تعقد الحملة يوم الخامس والعشرين من مايو/ أيار الجاري، وتستهدف جمع 3 ملايين دينار كويتي (ما يعادل 10 ملايين دولار أميركي).



بدوره، يقول الحصينان لـ"العربي الجديد" قبيل مغادرته إلى النيجر لتصوير الأوضاع الصعبة التي يعاني منها السكان المحليون أثناء بحثهم عن الماء وإيصالها للمتابعين في الكويت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحثهم على التبرع: "هذه ليست أول حملة لي في أفريقيا، إذ سبق لي تنظيم عدد من الحملات معظمها في شهر رمضان، لأنّ المتبرعين يبحثون عن مضاعفة الأجر فيه، واستطعنا بناء أربعة مجمعات سكنية وعدد من المدارس وأماكن العبادة بالإضافة إلى كفالة آلاف الأيتام وإقامة 7 مخيمات لعلاج العيون في اليمن وأفريقيا".

عن بدايته في العمل الخيري، وتحوله من مجرد شاب مشهور في مواقع التواصل الاجتماعي يعطي النصائح والاستشارات التقنية، إلى أيقونة للعمل الخيري، يجيب الحصينان: "بدأ الأمر صدفة قبل خمسة أعوام عندما تعاونت مع جمعية العون المباشر لجمع مبلغ صغيرٍ جدًا من المتابعين لا يتجاوز 3 آلاف دولار تقريباً، وكان مخصصاً لحفر بئر صغيرة في أفريقيا، وفوجئت من إقبال الناس عليه وتبرعهم بشكل سريع، إذ تلمست شغف الشعب الكويتي بمساعدة الأفارقة وبقية المنكوبين الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على تعليم جيد أو وسائل عيش مريحة". يتابع الحصينان سرد مشواره: "من هنا كانت الانطلاقة، حتى اقترح عليّ مدير جمعية العون المباشر عبد الله عبد الرحمن السميط الذهاب إلى أفريقيا وتصوير الحالة الصعبة التي يعيشها السكان المحليون بنفسي، وهو ما أقوم به سنوياً منذ أربع سنوات".

يقول المسؤول في جمعية العون المباشر عبد الله محمد عواد لـ"العربي الجديد": "طوّرت الجمعيات الخيرية الكويتية آلية ذكية سبقت بها جميع المنظمات الخيرية حول العالم، وهي أن يتولى شخص يحظى بشعبية وقبول سواء كان ممثلًا أو لاعب كرة قدم أو نجم مواقع تواصل اجتماعي، تنظيم حملة خيرية بالتعاون مع المنظمات وذلك عن طريق الإنترنت، إذ يقترح مشروعاً في دولة يختارها، أو يختار مشروعاً يقترحه عليه المختصون، ثم يتولى نشر هذا المشروع باسمه على الإنترنت ويجري التبرع عبر الفيزا أو الماستر كارد فقط، وذلك لضمان عدم تسرب الأموال، ومراقبتها بشكل دقيق من قبل الحكومة".



ساهمت الطفرة التقنية، بالإضافة إلى تفاعل مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيمهم الحملات في وصول المبالغ التي تجمعها الجمعيات الخيرية في شهر رمضان في الكويت وحدها إلى 75 مليون دولار بحسب ما يقول عواد، كما أنّ ذلك يزرع ثقافة العمل الخيري والإنساني في الكويت.



ولا تقتصر هذه الحملات على مشاهير التواصل الاجتماعي فقط، بل تمتد إلى الفرق التطوعية والخيرية التي يقيمها شباب كويتيون مستقلون، إذ نظمت مجموعة من الشباب حملة لبناء المدارس في أفريقيا بإشراف جمعية الهلال الأحمر الكويتي. وأنشأت المجموعة بالتعاون مع مؤسسات في القطاع الخاص، نموذجاً مصغراً لقرية أفريقية داخل أحد المجمعات التجارية في الكويت، حيث يتجول المتبرع ليعيش معاناة السكان المحليين في الحصول على الماء والذهاب إلى المدارس.

يقول أحد منظمي الحملة، سعود الزامل، لـ"العربي الجديد": "المشروع محاكاة لواقع المعاناة في أفريقيا، حيث صوّرنا فيديو لواقع حياة طفلة تعيش في تشاد، وعرضناه هنا كي يشعر الزائر والمتبرع بالمعاناة. اخترنا تنظيم هذه الحملة على مدى أسبوعين، في الأسبوع الذي يسبق رمضان والأسبوع الأول من الشهر الكريم، لأنّ رغبة الناس في التبرع تزداد فيه".

من جهتها، تقول إحدى زائرات القرية المصغرة لـ"العربي الجديد": "كنت أشاهد بشكل مستمر في التلفزيون والإنترنت معاناة الكثير من سكان العالم للحصول على مياه نظيفة أو تعليم لائق، لكنّ مشهد القرية وجلوسي على كرسي التلميذ ومشاهدتي شكل البيوت المبنية من القصب والأخشاب جعلني أحس بقوة بهذه المعاناة، وأعتقد أنّ من واجبنا في شهر الخير وهو شهر رمضان أن نغيث إخواننا في أيّ بقعة في العالم".

ذات صلة

الصورة
المعروك: أكلة رمضان التراثية في شمال غربي سورية / العربي الجديد

منوعات

يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان عند معظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة.
الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.
الصورة

مجتمع

تستعدّ العاصمة اليمنية صنعاء لاستقبال رمضان، بنشر الجمال والبهجة في كل ركن من أركان المدينة، حيث تتحوَّل الشوارع إلى لوحات فنية تتوهج بألوان الفوانيس.
الصورة
أسواق الضفة الغربية/الأناضول

اقتصاد

يُجبر الفلسطينيون في غزة على صوم طويل بلا إفطار في شهر رمضان وسط حصار قاتل، في الوقت الذي تعاني أسواق الضفة الغربية من قطع الأرزاق.