برلماني مغربي ينتقد تشدد منهاج التربية الإسلامية ضد الموسيقى

برلماني مغربي ينتقد تشدد منهاج التربية الإسلامية ضد الموسيقى

21 مايو 2018
منهاج التربية الإسلامية بالمغرب يحرم الموسيقى (العربي الجديد)
+ الخط -

عاد الجدال حول منهاج مادة التربية الإسلامية في المغرب إلى الواجهة مجددا، بعد أن كشف نائب برلماني أن منهاج التعليم الابتدائي يضم إشارات إلى ذم الموسيقى واعتبارها من أعمال الجاهلية وتؤدي إلى اللهو والعبث.


ووجّه البرلماني اليساري، عمر بلافريج، سؤالا إلى وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، منتقدا ما اعتبره "وجود مظاهر تدل على التشدد الديني في عدد من دروس التربية الإسلامية، موردا مثالا لدرس مخصص للسنة الرابعة من التعليم الابتدائي مقتبس من كتاب (السيرة النبوية للفتيان) للأكاديمي المصري أحمد عمر هاشم، جاء فيه الحديث عن رعاية الله لرسوله وحفظه من اللهو والعبث عندما كان شابا قبل بعثته، وأنه لما همّ بالذهاب إلى عرس فيه معازف، توقف قبل الوصول إلى المكان ليفاجئه نوم لم يستفق منه إلا بضوء الشمس.

وقال بلافريج إنه "تم إدراج تعليق لمؤلفي المقرر الدراسي بأن الأمر يتعلق بحماية الله لنبيه من اللهو والعبث"، وهو ما اعتبره "إشارة واضحة إلى تعليم الأطفال أن الموسيقى حرام".

واعتبر النائب في سؤاله، أن مؤلف الكتاب الذي اقتبس منه النص، "معروف بتشدده، وأنه ضد الفن والإبداع، وطلب عام 2000 سحب رواية (وليمة لأعشاب البحر) للروائي السوري حيدر حيدر، بزعم أنها تدعو إلى الفجور"، ورفض النائب "اتخاذ هذا النوع من الفقهاء كمراجع للمناهج التربوية المغربية، فيما يمكن الاعتماد على فقهاء مغاربة عرفوا عبر التاريخ بأفكارهم المتنورة".

وقال بلافريج لـ"العربي الجديد"، إنه لم يلجأ إلى سؤال وزير التربية الوطنية إلا حرصا على التلاميذ التي تدرس هذه النصوص التعليمية التي قد تشكل خطرا على اندماجهم في المجتمع المغربي، مبرزا أنه "لا شيء لديّ ضد مادة التربية الإسلامية، لكني أرفض تلقين التلاميذ الصغار معطيات ونصوصا تمهد للتشدد".

وقال الناشط التربوي أمين حنصال، لـ"العربي الجديد"، إن "إثارة هذا الموضوع تهدف إلى تنبيه المسؤولين التربويين إلى اختراق أفكار متشددة لبعض المقررات الدراسية، بخاصة أن المعني بتعلم هذه الدروس أطفال في سن صغير قد يتأثرون بما تلقوه من معارف، حتى أنهم يعتبرونها معلومات لا تمكن مناقشتها لأنها أتت في سياق نصوص دينية ضمن مادة التربية الإسلامية".

واعتبر حنصال أن "التلميذ في هذه السن لا يميز بين الحلال والحرام"، مبرزا أن ما يجب تدريسه للطفل في مستوى الابتدائي هو قيم الاحترام والقدرة على النقاش، أكثر من تلقينه مبادئ الحلال والحرام من فقهاء يتبعون مذاهب غير مذاهب المغاربة.

وقال الخبير التربوي محمد الصدوقي، لـ"العربي الجديد"، إن الوثيقة الرسمية للوزارة حول منهاج التربية الإسلامية للتعليم الإبتدائي، توصي ببناء قيم التعايش والتسامح والتكافل والتضامن والانفتاح واحترام الآخر والحرية والعدل والمساواة والكرامة، والمنهاج الجديد للتربية الإسلامية وضع لمحاربة التشدد والتطرف، والتربية على القيم الإسلامية السمحة والاعتدال والوسطية".

وأضاف الصدوقي أنه "على مستوى تأليف الكتب المدرسية للتربية الإسلامية قد نلاحظ بعض مظاهر التشدد، كتلك التي أثارها البرلماني عمر بلافرج، أو أزمة جمعية مدرسي الفلسفة سابقا"، معزيا ذلك إلى عدة عوامل أولها التوجهات الدينية والفكرية للجنة التأليف، والسرعة في تأليف الكتب المدرسية، والاختيارات الأحادية لهندسة المناهج، فضلا عن الخلاف الحضاري والثقافي والمجتمعي والقيمي في النظر إلى الفرد والعلاقات الاجتماعية".

دلالات

المساهمون