الحملة الرابعة... تنقيب عن جثث المدنيين في الموصل

الحملة الرابعة... تنقيب عن جثث المدنيين في الموصل

15 مايو 2018
استخراج مدنيين من تحت أنقاض منازلهم (Getty)
+ الخط -
أعلنت السلطات العراقية في مدينة الموصل، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق حملة جديدة للبحث عن جثث المدنيين تحت الأنقاض، في حملة هي الرابعة من نوعها خلال العام الجاري.

وعلى الرغم من مرور قرابة عام كامل على استعادة المدينة من سيطرة تنظيم "داعش"، بحملة عسكرية ضخمة نفّذتها القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي والبشمركة الكردية ضمّت أكثر من 100 ألف عنصر، وبدعم من وحدات برية أميركية وبريطانية وألمانية خاصة، فضلاً عن سلاح الجو لخمسة من أعضاء التحالف الدولي، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا، إلى جانب سلاح الجو العراقي والمدفعية الملكية البريطانية، فإن الجثث ما زالت إحدى مشاكل المدينة التي لم تنتهِ.

ووفقاً لتقارير محلية عراقية، فإنّ أكثر من 30 ألف قتيل وجريح من سكان الموصل، سقطوا في هذه الحملة التي استمرت لتسعة أشهر كاملة قبل انتزاع الموصل من سيطرة داعش، من جراء القصف الجوي والصاروخي وعمليات قتل متعمّدة للمدنيين من قبل بعض وحدات وأصناف القوات المهاجمة، إلا أن وزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري يؤكد أنهم تجاوزا حاجز الأربعين ألف مدني.

ويشير تقرير وزارة التخطيط العراقية إلى أن المعارك في المدينة أتت على الـ80 في المائة منها تعرضت لدمار هائل.

وأعلن المدير العام للدفاع المدني العراقي اللواء كاظم سلمان بوهان، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق حملة جديدة لانتشال الجثث من تحت ركام المباني. وقال بوهان، في بيان صحافي، إنّه "تم البدء بعمليات انتشال الجثث من تحت ركام المباني في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، بقيادة وإشراف مديرية الدفاع المدني، وبالتعاون مع قوات الجيش العراقي وبلدية محافظة نينوى ووزارة الصحة".

وأفاد رئيس الوزراء حيدر العبادي في العاشر من يوليو/ تموز العام الماضي بانتهاء المعارك في الموصل، وتحرير المدينة بشكل كامل من سيطرة داعش، بعد انطلاق الحملة في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

ووفقاً لمسؤول محلي في الموصل، فإنّ أكثر من 11 ألف مدني من أهالي الموصل ما زالوا في عداد المفقودين لا يعلم عنهم شيء، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، في الوقت الذي تم فيه استخراج أكثر من 5 آلاف مدني من تحت أنقاض منازلهم قتلوا نتيجة القصف الجوي والصاروخي خلال الهجوم العراقي الدولي على المدينة، وهو ما يرجح وجود ما لا يقل عن ألفي جثة تحت الأنقاض ما زالت لم تُستخرج، بالإضافة إلى وجود 130 مقبرة جماعية خارج الموصل لم يتم استخراج الضحايا منها بعد بسبب مشاكل فنية، من بينها ضرورة توفر جهاز التعرف على هويات الضحايا وتسليم رفاتهم إلى ذويهم.

وقال عضو في مجلس الموصل المحلي (الحكومة المحلية) إنّ "الغالبية العظمى من الضحايا قتلهم الطيران الغربي والعراقي وصواريخ المليشيات وتم استخدام سياسة الأرض المحروقة". وأضاف المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "محاولات إلصاق كل المسؤولية بداعش غير مقنعة للجميع في العراق".

ولفت إلى أن عمليات البحث لم تتوقّف من قبل ذوي الضحايا بجهود شخصية، وهم يستأجرون جرافات وأدوات حفر وعمالاً على نفقتهم، لكن الدفاع المدني يتوقف فترة ويعود، حسب أوضاعهم والأوامر التي تأتيه، كما أن الحكومة محرجة ولا تريد التصريح حول الموضوع كونه يدينها.

ولم يعد غريباً العثور على جمجمة طفل أو عظم ساق إنسان، إذ عادة ما يتداول ناشطون صوراً من هذا القبيل على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل يكاد يكون يومياً حتى الآن.

وفي السياق قال رئيس لجنة انتشال الجثث في بلدية الموصل حازم محمد، وهي لجنة شكّلتها البلدية داخل المدينة: "ما زالت اللجنة مستمرة في أعمالها بالمدينة القديمة، بالتعاون مع الدفاع المدني والطب العدلي".

وأضاف في تصريحات صحافية أن هناك نوعين من الجثث التي يتولّى الدفاع المدني وبلدية الموصل انتشالها، منها الجثث العائدة إلى عناصر تنظيم داعش والمنتشرة في الشوارع وعلى ضفاف نهر دجالة وأسطح المباني، إذ تتولى البلدية والموصل والطب العدلي مسؤولية انتشال تلك الجثث".


الطبيبة ولاء أحمد، من أهل الموصل، أكدت أنها تعمل بين حين وآخر على المشاركة في عمليات رفع الجثث، كونها تبحث عن الأجر وتخشى من أمراض بسبب تفسخها داخل الأحياء السكنية.

وأضافت لـ"العربي الجديد": "خلال شهرين شاركت في انتشال أكثر من 20 جثة وهناك شبان أقوى مني استخرجوا أكثر من 100 لكل واحد"، كذلك لفتت إلى وجود مخاطر تتمثل بالعبوات والمخلفات الحربية التي قد تنفجر خلال عملية التنقيب عن الجثث.