الإحباط أضعف مشاركة الشباب في الانتخابات العراقية

الإحباط أضعف مشاركة الشباب في الانتخابات العراقية

14 مايو 2018
عدم القناعة بالمرشحين قلل أعداد المقترعين(تويتر)
+ الخط -


لم تكن مشاركة الشباب قوية في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت أول أمس السبت، فالإحباط الذي أصابهم من أداء أحزاب السلطة جعلهم يعزفون عن التصويت، والأمر ذاته انطبق على النساء.

وقال مسؤول في مفوضية الانتخابات العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نسبة الشباب والنساء على وجه الخصوص من بين الناخبين لم تتجاوز 35 بالمائة وهي نسبة ضعيفة للغاية".

وأضاف أن "من بين أربعة ملايين ونصف المليون شاب أكملوا للتو عامهم الثامن عشر وبات يحق لهم الاقتراع واختيار ممثليهم لم ينتخب أكثر من 300 ألف منهم"، لافتا إلى أن الشبان في المدن شاركوا بنسب أقل بكثير من شبان القرى والأرياف والمدن النائية. وأشار إلى أن "بغداد تصدرت المدن العراقية بضعف مشاركة الشباب".

ورأى الناشط محمد أكرم فندي في حديثه لـ"العربي الجديد"، "أن اليأس من التغيير وتكرار نفس الوجوه ووقوع الشباب في فخ شعارات ووعود نفس الأحزاب بالانتخابات السابقة يقف وراء ضعف مشاركة الشباب بالتصويت".

وتابع "الشبان يسألون عن فرص الهجرة من العراق أكثر من اهتمامهم بالانتخابات وهذه حقيقة، والنساء يعتبرن أن منح أصواتهن للنساء المرشحات لا يجدي نفعاً، خصوصاً مع ما أظهرته النائبات اللواتي فزن بالدورات السابقة عن ضعف شخصية"، معتبرا أن ما حدث ظاهرة اجتماعية خطيرة قد تكون سبباً في فشل وصول شخصيات محترمة للبرلمان وإقصاء الفاسدين.

طه عادل (28 عاما) قال لـ"العربي الجديد" إنه لم يلوث يده بحبر الاقتراع، مبينا أنه على "قناعة بأن الحكومة ستتشكل بتوافق إيراني أميركي، فلماذا أنتخب وأتعب نفسي والشخص الذي أنتخبه ينسى وعوده بمجرد وصوله البرلمان، والاقتراع لن يوفر لي وظيفة أو زواج" .

ونشر ناشطون ومواقع التواصل الاجتماعي وسما حمل عبارة ‫#‏حملة_الاصابع_النظيفة_نسبة_المقاطعين أظهروا أيديهم نظيفة بلا حبر الاقتراع.

  


 

وأكد المحلل السياسي واثق الهاشمي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "الإحباط دفع مئات الآلاف من الشباب إلى عدم المشاركة في الانتخابات، إذ إنّ الأحزاب السياسية في العراق فشلت في كسب المواطن، وتعاملت معه كرقم ضمن أرقام الأصوات التي ستكون من نصيب الحزب".

وأضاف أنّ "مشاركة الشباب في الأرياف كانت أعلى بسبب الضغوط التي يتعرض لها الشاب هناك، حيث من الممكن أن تكون سطوة الأب كبيرة وكذلك شيخ العشيرة"، مبيناً أنّ "شخصيات مهمة في السياسة العراقية راهنت على نيلها نسبة أصوات عالية، إلا أنها استبعدت عن العملية السياسية بعد إعلان خسارتها".

المشاركة النسائية في البرلمان العراقي 


وأكد أنّ "هذا درس لكل الأحزاب المتنفذة القديمة والجديدة، لكي تجعل المواطن هو الهدف الذي يستحق إرضاءه وتسيير أوضاعه وخدمته"، مشيرا إلى أنّه "في حال عدم تغيير الأحزاب لسياستها بالتعامل مع العراقيين، وخدمتهم وتوفير احتياجاتهم وإعمار المناطق المنكوبة، فإنّ الانتخابات المقبلة لن يشارك فيها ولا حتى عراقي واحد، وستكون الكارثة العظمى".

وأشار الشاب محمد شفيق (28 عاماً)، إلى أنّ "عدم وجود برامج انتخابية حقيقية لدى الأحزاب والمرشحين في الانتخابات أدى إلى انخفاض نسبة المشاركة". وقال لـ"العربي الجديد"، "لم نجد حزباً واحداً قدم برنامجاً وابتدع أساليب لحث الناس على المشاركة عكس الترويج للحملات الدعائية، كذلك المؤسسة الدينية ومنظمات المجتمع المدني لم يكن لها أي دور".

الانتخابات العراقية بالأرقام 


وتعدّ الانتخابات البرلمانية العراقية، التي جرت مطلع الأسبوع الجاري الأقل نسبة بالتصويت، مقارنة بالدورات البرلمانية الثلاث التي سبقتها، إذ لم تتجاوز النسبة فيها 44.52 بالمائة.

المساهمون