استعداداً لرمضان... غزة تصنع الفوانيس الخشبية

استعداداً لرمضان... غزة تصنع الفوانيس الخشبية

13 مايو 2018
فوانيس خشبية بأحجام مختلفة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتوسط أبو عمر إرقيق (42 عاماً) مجموعة من العاملين في منجرته وسط حيّ التفاح شرقي مدينة غزة، لمساعدتهم في صناعة مجسم خشبي لفانوس رمضاني كبير الحجم، تحضيراً لاستقبال الموسم الرمضاني  الذي اعتادوا على صناعة الفوانيس الموسمية خلاله كل عام.

ولم تثنِ الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها أهالي قطاع غزة المُحاصر أبو عمر وزملاءه عن مواصلة عادتهم السنوية بصنع الفوانيس الخشبية التي تعتبر "نكهة شهر الصوم"، وبدء تجهيزهم لتلك المجسمات قبل أسبوعين من بدء شهر رمضان.

وتتزين مداخل الشوارع والمفترقات العامة وواجهات المحال التجارية والبيوت بالفوانيس كبيرة الحجم قبيل حلول شهر رمضان. وتتميز تلك الفوانيس بالعبارات الترحيبية بشهر الصوم، والآيات القرآنية، والألوان الزاهية، التي تعطي انطباعاً حيوياً وأجواءً مميزة.

وتختلف أحجام الفوانيس حسب رغبة الزبون وألوانها وتجهيزاتها النهائية، كذلك تختلف قياسات الأخشاب حسب كل مجسم. وتعتمد على أخشاب "المشاطيح" وهي قواعد خشبية تُنقل عليها البضائع المستوردة، فيحصل عليها صانعو الفوانيس من بعض التجار، أو شركات الاستيراد.

وتمر عملية صنع الفانوس الرمضاني الخشبي بمجموعة مراحل، إذ يرسم المجسم حسب المقاس المطلوب، وتحدد الزوايا الخاصة والمناسبة للمقاس، ثم يُمرر على مجموعة آلات تنتهي بتجميعه تحضيراً لنقله إلى المطابع، وهناك يُزيّن بالأضلع الجلدية والألوان المطلوبة.
يصل ارتفاع  بعضها إلى أكثر من ثلاثة أمتار(عبد الحكيم أبو رياش) 


ويوضح أبو عمر إرقيق، أن والده افتتح المنجرة قبل 40 عاماً، وكان يختص بصناعة صناديق الخضار وبعض الصناعات الجانبية، إلى أن انتقلوا لصناعة مجسمات البراويز قبل خمس سنوات نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وضعف الإقبال.



ويضيف: "مع بدء العمل بصناعة البراويز، تولدت فكرة تصنيع الفوانيس الرمضانية كل عام. وكان الإقبال عليها جيداً في البداية إلى أن تدهور في الفترة الأخيرة نتيجة تأخر صرف الرواتب، وانحدار الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه عاماً بعد آخر".

العرض أكثر من الطلب بسبب الظروف الاقتصادية(عبد الحكيم أبو رياش) 


وفي ما يتعلق بتصنيع الفوانيس، يقول: "يتم تفصيل قطع الخشب المرسومة مسبقاً وفق ثلاثة قوالب أساسية، وهي مقاس 2.20 متر، 1.85 متر، 0.85 متر، وتتراوح أسعار المجسمات بين 20 و30 شيقلاً (الشيقل يعادل 3.6 دولارات). وتطلب بعض الشركات والمؤسسات الخاصة أحجاماً مختلفة للفوانيس قد تصل إلى 3 أمتار أو يزيد".

ويبيّن أبو عمر صاحب الورشة التي تعيل نحو ست أسر فلسطينية أن تجميع الفانوس يتطلب المرور عبر مجموعة آلات كهربائية، ومنها منشار الحبل، ومضخة الهواء، ومنشار زاوية 45، ودباسات هوائية، ومن ثم يتم تقفيله بالغراء ورشّه بالألوان المائية تجهيزاً لتزيينه بالتغليف المطلوب.

ويلفت إلى تقديم عروض معينة لأصحاب المطابع لإكمال تجهيز الفوانيس وبيعها، مشيراً إلى أن "ضعف الإقبال دفعنا إلى إمداد بعض المطابع بمجسمات خشبية لبيعها، أو إرجاعها إلى الورشة في حال عدم البيع".
مراحل عدة لإنجاز فوانيس رمضان خشبية (عبد الحكيم أبو رياش) 


ويوضح أن المشاكل والعقبات التي تواجه عملهم تتمثل أساساً بالانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، إلى جانب ضعف الإقبال في الفترة الأخيرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

ويقول: "في الموسم الحالي لم نتلق أية طلبات حتى الآن على الرغم من انخفاض الأسعار، وتقديم العروض التشجيعية (...) يوجد عرض، لكن لا يوجد طلب".

ويؤكد إرقيق الاستمرار بصنع تلك الفوانيس كل موسم على الرغم من قلة الإقبال، لأنها تحمل انطباعاً خاصاً وصورة مميزة لشهر الصوم، وهي من تفاصيله الجميلة. ويختتم بالقول: "الفوانيس الخشبية بأشكالها وألوانها وإضاءتها تعتبر نكهة رمضان ... كالقطايف تماماً".

دلالات