السويد: السماح برفع الأذان بمقاطعة فيكشو بعد جدل

السويد: السماح برفع أذان صلاة الجمعة في مقاطعة فيكشو بعد جدل

11 مايو 2018
موافقة مشروطة على رفع الأذان (ناصر السهلي)
+ الخط -
منحت الشرطة السويدية، اليوم الجمعة، موافقة مشروطة، لمسلمي مقاطعة فيكشو التي تقع إلى الشرق من مدينة مالمو، جنوب غرب السويد، من أجل رفع الأذان من مسجدهم بمدينة أرابي للدعوة إلى صلاة الجمعة، بعد 3 أشهر من تقديم طلب للمجلس البلدي أثار جدلا سياسيا وشعبيا كبيراً.


وتشترط الموافقة التي تستمر إلى العام القادم، الالتزام بمعايير تقنية في الدعوة إلى الصلاة عبر مكبرات صوت "لا تتجاوز قوتها 110 ديسبل في العراء، وليست أعلى من 45 ديسبل في المناطق السكنية وبالقرب من المدارس"، بحسب موافقة الشرطة التي تذكر بأنها "المرة الأولى التي نمنح فيها موافقة".

الجدل السياسي الذي استمر خلال الأشهر السابقة وصل حد تصريح رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، بأن "من يقرر مثل هذه القضايا هو المجلس البلدي في فيكشو وليس قرارا سياسيا"، وأضاف لوفين "لا أرى مشكلة دينية في رفع الأذان، وهي قضية تقررها السلطات البلدية المحلية لكل مدينة ومحافظة".

وفي الوقت الذي وافق فيه البعض على رفع الأذن، اعتبر آخرون أن المطلب "سيقسم المجتمع ويؤدي إلى فرز غير محبب"، بحسب ما ذهبت إليه السياسية المحلية عن حزب "الاعتدال"، يمين وسط، آنا تيني، التي طالبت أيضا جمعية مسلمي المنطقة بسحب طلبهم، وهو ما لم يحصل. وقد تعرضت هذه السياسية لانتقادات من منظمة العفو الدولية، "أمنستي"، بسبب قولها إن "الدعوة إلى الصلاة عبر مكبرات الصوت سوف تؤدي إلى فرز وتأخير في قضية الاندماج". لكن هذه السياسية دافعت عن نفسها بالحديث عن "علمانية النظام في السويد، ولو كانت القضية تتعلق بكاتدرائيات سويدية تقرع الأجراس وتدعو للقداديس لكان عندي نفس الموقف في مجتمع علماني".

من جانبها كانت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، إيبا بوسك، طالبت أعضاء المجلس البلدي برفض الطلب، وتزعم حزبها حملة في عموم السويد لمنع الموافقة على رفع الأذان عبر مكبرات الصوت الخارجية. ومقابل ذلك أظهر الأسقف فريدريك موديوس ترحيبه برفع الأذان.

ويعرف أسقف فيكشو بعلاقته بالجالية المسلمة في جنوب السويد ودفاعه عن حقهم بممارسة الشعائر، معتبرا القرار الأخير "ذكيا ومتوقعا، وهو أمر أحترمه رغم ما سيثيره من أسئلة ومشاعر ومواقف، لكن ذلك سيكون فرصة لنا للتفكير مليا وبشكل مختلف".

  



وعلى الرغم من تعبير المتحدث باسم جمعية مسلمي فيكشو، أفدي إسلامي، عن سعادته بهذا القرار "الذي سيساهم في الاندماج أكثر"، إلا أن اليمين المتشدد في السويد يخشى "توسع الظاهرة". ويصنف متطرفو السويد، وعموم إسكندنافيا، مثل هذه الخطوات باعتبارها "مؤشرا على أسلمة أوروبا"، في حين ترفض دراسات وإحصائيات رسمية  تلك الادعاءات. ​

يذكر أن رفع الأذان في السويد يجري في مسجدين آخرين في منطقتي كارلسكرونا، جنوب السويد، وفيتيا جنوب العاصمة إستوكهولم.