رامي هناوي ناشط مدني قتله النظام ونعاه السوريون

رامي هناوي ناشط مدني قتله النظام في المعتقل ونعاه السوريون

01 مايو 2018
الناشط رامي هناوي (تويتر)
+ الخط -
بعد نحو خمس سنوات ونيف من تغييبه القسري، أعلن النظام مقتل رامي هناوي داخل المعتقل، وهو واحد من أبرز الناشطين في مجال الإغاثة، والحراك السلمي في دمشق وريفها الذي انطلق للمطالبة بالحرية والكرامة عام 2011.

نعى كثير من الناشطين والمعارضين السوريين، رامي هناوي، الذي اعتقل يوم 5 أغسطس/آب 2012، على أوتوستراد المزة في العاصمة دمشق. كان رامي معروفاً في أوساط الحراك السلمي بنشاطه المدني والإغاثي في المناطق المناهضة للنظام بدمشق وريفها، ورفضه للعنف والعسكرة والتدخل الخارجي بالثورة السورية، بحسب شهادات الناشطين.

روت الفنانة كفاح علي ديب، وهي ناشطة سورية معروفة، كانت ترافق رامي يوم اعتقل، لـ"العربي الجديد"، في حديث سابق، قصة اعتقاله قائلة: "كان يوماً من أيام شهر رمضان، اقترب موعد الإفطار وكنا عائدين إلى مدينة صحنايا بريف دمشق من لقاء بعض الاصدقاء، عندما تلقى رامي اتصالاً من أحد الأشخاص يطلب منه أن يؤمن بعض المواد الغذائية لعائلة مشردة على حد قوله. وكرر الشخص اتصاله أكثر من مرة وحدد المكان على أوتوستراد المزة، ما أثار لدي الشك. حاولت أن أثني رامي عن الذهاب للموعد، لكنه كعادته لا يمكن أن يتأخر عن تقديم المساعدة ولو كانت على حساب حياته".



وتابعت "عند وصولنا، ما أن أوقفنا السيارة حتى حاصرتنا ثلاث سيارات أمنية، وبلمح البصر أصبحت بنادق العناصر موجهة نحو رؤوسنا، وتم إنزالنا من سيارة رامي، واقتيادنا إلى أحد الأفرع الأمنية، وبدأ التحقيق معنا لساعات طويلة. بعد انتهاء التحقيق معي أمر المحقق بإنزالي إلى الزنزانة، في الممر كان رامي يتعرض للضرب من عدة عناصر، لم أعلم السبب وقتها، وكانت آخر مرة أرى بها رامي".





وأفادت عدة مصادر، أن النظام اتصل يوم أمس الاثنين بعائلة رامي المقيمة في مدينة صحنايا بريف دمشق، وهي تنتمي إلى طائفة "الموحدين الدروز"، لتسلمهم أغراضه الشخصية وشهادة موته. ومثل آلاف المعتقلين الذين يموتون في المعتقلات تحت التعذيب أو لسوء الوضع الصحي وتفشي الأمراض في المعتقلات، لم تتسلم عائلة هناوي جثمان ولدها، حتى يتسنى لها على الأقل أن تدفنه في مدافن العائلة، فالعائلات السورية محرومة حتى من دفن قتلاها أو إقامة عزاء لهم.



ونعى الصحافي مالك أبو خير موت هناوي، قائلاً عبر صفحته على "فيسبوك"، يوم أمس الاثنين، "بلّغ الأمن السوري رسمياً اليوم أهل رامي هناوي بأنه استشهد في تاريخ 27 / 12/ 2017 خلال اعتقاله، وطلبوا من أهل الشهيد القدوم إلى مخفر الناحية لاستلام أوراقه وأغراضه الشخصية. أنعي بوجع كبير ... اخي ورفيق روحي الشهيد رامي هناوي ابن محافظة السويداء، والمعتقل من تاريخ 2012-08-05 والذي استشهد تحت التعذيب في أقبية الأمن السورية".

وأضاف "رامي ابن الأصل والأصول ... رامي السوري الأصيل ... رامي اخي الي ما ولدته أمي ... رامي خيي وتاج راسي ... رامي روح الروح ... رامي شيخ الشباب ...عندي أمل يطلع الكلام غير صحيح...وحتى لو صحيح رامي عايش غصب عن راسهن جوات قلوب كل محبيه...وجوات قلبي حتى موت".



وكتب المحامي السوري والناشط الحقوقي ميشيل شماس، على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، "رامي هناوي شهيداً في معتقلات الأسد. أذكر أنه في أوائل عام 2013 كنت أبحث عن أسماء معتقلين في سجلات وزارة العدل ظهر أمامي اسم الشهيد رامي هناوي مدرجاً في سجلات الوزارة، وكُتب أمام اسمه عبارة "أحيل إلى القضاء المختص"، وهذه العبارة كانت تعني أنه أحيل إلى محكمة الميدان العسكرية. الرحمة لروحه ولجميع المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب. والحرية لجميع المعتقلين". وغرّد على موقع "تويتر"،"في سورية يُعتقل الانسان ويُقتل لأنه يحلم بالحرية رامي هناوي شهيداً".


وغرد الصحافي أسامة أبو ديكار، من السويداء، قائلاً: " الموت تحت التعذيب في المعتقلات لأصحاب الرأي.. يقابله العفو عن مسلحين "إرهابيين" حملوا السلاح وقَتَلوا ... لو كان صاحب الرأي يحمل سلاحاً، ويخطف ويهدد ويقطع الطرقات، لتمّ العفو عنه. رامي الهناوي... المعتقل منذ العام 2012 شهيد في المُعتقل".


وشارك المعتقل السابق الصحافي السوري شيار خليل، منشوره مع كفاح علي ديب قائلاً: "ورَّثك رامي روحه وابتسامته، نقاءه وعنفوانه...ورثك/ورثنا فكره الذي سيبقى نقياً كهدوء ابتساماته. لنا ولسوريتنا الصبر على كل هذا الإجرام".



واعتبر الصحافي يوسف أبو خليل أن رامي نال حريته، فكتب على "فيسبوك"، "ما كنت بعرف أن الحرية هي الموت! رامي أخد حريته من خمس شهور، ونحنا كل يوم بندعي لله يفرج عنه وعن كل المعتقلين. الله فرج عنه ووهبو أعظم حرية. يالله اديش في معتقلين أخدوا حريتهن "متل رامي" وما حدا عارفهن! يا رب دخيلك حاج وجع".


المساهمون