شباب "السوارخ" يبيعون العملات على الحدود

شباب "السوارخ" يبيعون العملات على الحدود الجزائرية التونسية

07 ابريل 2018
تجارة العملات على الحدود (العربي الجديد)
+ الخط -
في طريق ضيق يشق غابة قريبة من الحدود الجزائرية التونسية، على مشارف بلدتي أم الطبول والسوارخ، يلوح شبان بأوراق عملات محلية وأجنبية، حيث يمكن للعابرين باتجاه تونس أو العائدين منها إلى الجزائر، شراء أو بيع الدينار الجزائري والدينار التونسي واليورو أو الدولار.

حالما تمر من بحيرة طنقة في منطقة القالة، متجها إلى تونس، أو تعبر عائدا إلى الجزائر، فإن مدخل بلدة السوارخ، وهي آخر بلدة قبل المعبر الحدودي، يصادفك على طول الطريق شباب من مختلف الأعمار، وجدوا في بيع العملات مهنة يومية، يلوح هؤلاء الشباب بالعملات للسيارات المارة، ولا يتوانون عن الوقوف في وسط الطريق لدفع سائق السيارة للتوقف أو تخفيف سرعته، والتواصل معه بشأن صرف العملات.
يبيعون للسياح التونسيين والليبيين، أو الأجانب العابرين باتجاه الجزائر، الدينار الجزائري واليورو، ويشترون منهم الدينار التونسي أو اليورو أو الدولار، والتي يعاودون بيعها للمتوجهين إلى تونس.

يزاول حميد هذه المهنة منذ 11 سنة منذ ترك الدراسة، مشيرا إلى أن بلدة السوارخ مهمشة ولا تلتفت إليها السلطات كثيرا، لكنها في الوقت ذاته بوابة حدودية، ويضيف "أغلب الشباب هنا لا يمتلك عملا، ومهنة صرف العملات وسيلة للرزق، ندرك أننا نقوم بعمل غير قانوني، لكننا لا نبيع الأسلحة أو المخدرات، كل ما نقوم به هو توفير العملات التونسية والجزائرية والأجنبية للمسافرين. نحن نساعد الناس".
ويضيف زميله كمال، الذي يعمل في هذه المهنة منذ خمس سنوات: "نوفر للجزائريين العملة التونسية واليورو، بدلا من أن يتعرض بعضهم للتحايل من قبل الصرافين في تونس، كل سيارة جزائرية تدخل تونس عليها أن تدفع 30 دينارا تونسيا لدى شركة تأمين تونسية عند المعبر الحدودي، وإذا لم يملك المسافر هذا المبلغ فلن يمر، خاصة وأن البنوك الجزائرية لا توفر العملة التونسية، والأمر نفسه بالنسبة للتونسيين الذين يقصدون الجزائر، فهم يشترون منا العملة الجزائرية لتموين البنزين وقضاء احتياجاتهم في الجزائر".

لكن إحدى مشكلات تلك المهنة تتمثل في مساعدة أصحاب السيارات الذين يعملون في تهريب الوقود، وهؤلاء يحصلون على الدينار الجزائري من هؤلاء الشباب لشراء البنزين في بلدة السوارخ أو القالة، قبل العودة إلى بلدة ملولة التونسية أو مدينة طبرقة، لإفراغ حمولة الوقود.

وتزدهر تجارة العملات في بلديات الجزائر الحدودية مع تونس بحسب المواسم والعطلات، ورغم أن عشرات المرضى الجزائريين يذهبون إلى تونس طلبا للعلاج على مدار السنة، إلا إن تجارة العملات في البلدات الحدودية تتزايد في فصل الصيف الذي يشهد توافد أكثر من 2 مليون سائح جزائري على تونس.
ولا يربح هؤلاء الشباب سوى قدر يسير من المال، ويقول أحدهم ويدعى ياسين، لـ"العربي الجديد": "أكسب ما بين ألف إلى ألفي دينار جزائري يوميا (9 إلى 18 دولارا)، وأحيانا لا يتجاوز مكسبي اليومي 300 دينار. نحن لا نربح الملايين".

ولا يتعرض هؤلاء الشباب لملاحقة قوات الأمن التي تغض البصر عن نشاطهم، لأسباب بينها عدم توفر فرص العمل الأخرى، فضلا عن طابع المنطقة الحدودي الذي يدفع الشرطة لتجنب أية مشكلات في المنطقة الواقعة على الحد الفاصل بين الجزائر وتونس.

المساهمون