المناطق العراقية المحررة تتخلّص من "داعش" وتغرق بالمخدرات

المناطق العراقية المحررة تتخلّص من "داعش" وتغرق بالمخدرات

06 ابريل 2018
تُباع الحبوب المخدّرة بشكل علني في المقاهي (Getty)
+ الخط -
على الرغم من خضوعها لتشديدات أمنية مكثفة، إلا أن المناطق العراقية المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" شمال وغرب البلاد، تشهد انتشاراً مخيفاً للمخدرات والحبوب الممنوعة.

وزارة الداخلية العراقية أكدت مساء أمس الخميس، أنها ألقت القبض على تاجر وممول رئيسي للحبوب المخدرة في محافظة الأنبار، مبينة على لسان المتحدث باسمها اللواء سعد معن، أن شرطة الأنبار تمكنت من القبض على هذا الشخص في منطقة الخمسة كيلو التابعة لمدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، وأنها عثرت على خمسة آلاف حبة مخدرة بحوزته.

وتباع الحبوب المخدرة بشكل علني في المقاهي وقاعات الألعاب الرياضية بمحافظة الأنبار وفقاً لمصدر في شرطة المحافظة أكد لـ "العربي الجديد"، أنّ عدداً غير قليل من الشباب أصبح مدمناً بشكل مخيف على هذه الحبوب المخدرة، مبيناً أن أغلب الأشخاص الذين يتولون مهمة تهريب المخدرات من العاصمة العراقية بغداد يتواجدون في مدينة الرمادي وبلدة الخالدية المجاورة.

وأشار إلى أن تهريب الحبوب المخدرة يتم بالتنسيق مع بعض عناصر الجيش والشرطة، وأن بعضهم يتعاطون المخدرات أيضاً، ويقبلون بتمريرها مقابل الحصول عليها.

ولفت إلى تداول شباب الأنبار لأسماء بعض الحبوب المخدرة مثل "الكريستال والوردي والأزرق" وأنواع أخرى، مبيناً أن شرطة الأنبار نفذت أكثر من عملية مداهمة للمقاهي والقاعات الرياضية المشبوهة وعثرت على مواد مخدرة يتم تناولها عن طريق "النارجيلة" أو بشكل مباشر على شكل حبوب.

وأضاف "لكن في أغلب الأحيان يتم إطلاق سراح الشباب المتورطين بتداول وترويج المخدرات لأسباب عشائرية، أو نتيجة للضغوط التي تُمارس من قبل بعض المسؤولين"، مشيراً إلى وجود أنباء عن انتشار هذه الظاهرة بين طلبة الجامعات.

وهو ما أكده الأستاذ في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأنبار، أحمد الذيابي الذي قال لـ "العربي الجديد"، إن بعض الطلاب أعلمونا بوجود مواد مخدرة في جيوب بعض الطلاب يتم تناولها في الحمامات، موضحاً أن كليته اتخذت إجراءات مشددة بهذا الشأن وقررت تفتيش جميع الطلاب من دون استثناء بين الحين والآخر وبشكل مفاجئ.

ولا يقتصر تمدد هذه الظاهرة الخطيرة على الأنبار، إذ يؤكد عضو مجلس شيوخ صلاح الدين علي الجبوري، أن مقاهي مدينة سامراء بالمحافظة أصبحت تمثل خطراً على حياة وصحة الشباب، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الزوار الإيرانيين الذين يأتون إلى زيارة المراقد الدينية بسامراء يجلبون معهم مواد مخدرة يتم ترويجها في المدينة مستغلين عدم تفتيشهم أثناء دخول الحدود العراقية، أو أثناء تنقلهم داخل العراق حتى وصولهم إلى سامراء.


وقالت القوات العراقية في وقت سابق، إنها ألقت القبض على شخص كان يريد تهريب نحو 30 ألف حبة مخدرة إلى محافظة الأنبار، كما أكدت شرطة محافظة صلاح الدين الشهر الماضي العثور على كميات كبيرة من المواد المخدرة ببلدة طوزخورماتو شمال المحافظة.