الحمى القرمزية تنتشر بأرقام قياسية في بريطانيا

الحمى القرمزية تنتشر بأرقام قياسية في بريطانيا

07 ابريل 2018
غسل اليدين ضروري (Getty)
+ الخط -
كشفت أرقام جديدة عن ارتفاع حالات الحمى القرمزية في بريطانيا إلى أعلى المستويات منذ ستينيات القرن الماضي، إذ تمّ الإبلاغ عن 11.981 حالة على الأقل من العدوى البكتيرية منذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي وفق مسؤولي الصحة، مقارنة بـ4480 حالة فقط من الحمى في السنوات الأخيرة (2013- 2016) بحسب موقع "ذا ديلي ميل".

اعتبرت الحمى القرمزية خلال العصر الفيكتوري سبباً رئيسياً لوفاة الأطفال دون العاشرة من العمر، إذ يمكن أن تؤدي إلى التهاب رئوي أو تعفّن يهدّد الحياة في حال تأخّر العلاج بالمضادات الحيوية.

تقول البروفيسورة هيلين ستوكس لامبارد، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العموميين، إنّ الحمى القرمزية كانت أكثر شيوعاً ممّا هي عليه اليوم، لكنّ الأطباء باتوا يلاحظون حالات أكثر من السنوات السابقة في الوقت الحالي. تتابع أنّه إذا ما شعر المريض بأعراضها عليه طلب المساعدة الطبية. وبالإضافة إلى الطفح الجلدي المميز، واحمرار الوجه واللسان الأبيض، قد يعاني المصابون أيضاً من الحرارة المرتفعة والصداع والتهاب الحلق وتضخّم الغدد الليمفاوية.

الحمى القرمزية مرض بكتيري يصيب الأطفال بشكل رئيسي ويتسبب في طفح جلدي بلون وردي وأحمر، وتتميّز أعراضها الأولى بالتهاب الحلق وقد يصاحبها غثيان وقيء. وبعد مرور حوالي 12 إلى 48 ساعة، تتطوّر رائحة مميزة وطفح جلدي يظهر في الغالب على الصدر أو المعدة.

تأتي هذه الأرقام بعد الكشف عن ارتفاع عدد حالات الحصبة في أوروبا بنسبة 400 بالمائة عام 2017 مقارنة بالعام 2016. وهدّدت العدوى حياة 21.315 شخصاً العام الماضي، ما أدى إلى 35 حالة وفاة. وجاء هذا بعد انخفاض قياسي بلغ 5.273 حالة في عام 2016.

وبذلك، يجري الحديث في بريطانيا عن ضرورة تحصين 95 في المائة من السكان لمنع تفشي المرض. بيد أنّه تمّ تلقيح 91.9 في المائة فقط من الأطفال ضد الحصبة بين عامي 2015 و2016 مقارنة بـ 94.2 في المائة في الفترة من عام 2014 إلى عام 2015، و94.3 في المائة في الفترة من عام 2013 إلى 2014، وفقاً لإحصاءات التحصين في هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية.

في هذا السياق، يقول المتخصص في الطب العام في لندن، الدكتور أنطوان عصام درويش، لـ "العربي الجديد"، إنّه في الآونة الأخيرة ارتفعت حالات الحمى القرمزية في المملكة المتحدة، بسبب سلالة عدوانية فائقة المقاومة من البكتيريا، تتواجد أحياناً بسبب قلّة النظافة وقد تأتي مع المسافرين من بعض مناطق العالم.




يتابع أنّه يشجّع الأهل على الاتصال بطبيبهم العام بمجرد ملاحظة بعض الأعراض، حتى يصف المضادات الحيوية مثل البنسلين أو كلينداميسين في حال حساسية بعض المرضى من البنسلين، كذلك الباراسيتامول أو الأيبوبروفين للحمى والألم. يلفت درويش، إلى أنّه ينبغي ألاّ يعطي الأهل أطفالهم ممّن هم دون السادسة عشر من العمر الأسبرين. ويوصي بتناول المرطبات، حتى يبدأ المريض بالتحسّن بعد 48 ساعة من بداية العلاج، وينصح باستكمال العلاج بأكمله حتى لو اختفت الأعراض.

يوضح درويش، أنّ من الممكن اتخاذ بعض الإجراءات لوقف انتشار المرض مثل إبعاد الأطفال المصابين عن المدارس ودور الحضانة لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة على الأقل بعد بدء العلاج، فضلاً عن تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال وغسل اليدين معظم الأوقات وتجنّب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملابس والمناشف والألعاب.

المساهمون