شاب سوري عالق في مطار كوالالمبور منذ 27 يوماً

شاب سوري عالق بمطار كوالالمبور منذ 27 يوماً يخشى ترحيله إلى دمشق

04 ابريل 2018
حسان القنطار (العربي الجديد)
+ الخط -

يقبع الشاب السوري حسان القنطار، عالقا في مطار كوالالمبور الدولي منذ 27 يوماً، في قصة قد تصادفها في الفيلم الشهير "The Terminal" الذي قام ببطولته توم هانكس وأخرجه ستيفن سبيلبرغ، لكنك لا تتخيل أنها يمكن أن تحدث في الواقع.

تمنع السلطات الماليزية القنطار من دخول أراضيها، ويخشى أن تنفذ الشرطة تهديدها بترحيله إلى سورية التي يرفض العودة إليها لأنه مطلوب للخدمة العسكرية. حاول القنطار السفر إلى دول تستقبل السوريين من دون تأشيرة مسبقة، لكن محاولاته باءت بالفشل.

"العربي الجديد" تواصل مع الشاب حسان، الذي شكا حاله عبر فيديوهات نشرها عبر "تويتر"، على مدار أيام متباعدة من قاعة الترانزيت في مطار كوالالمبور، وعرض في رسالة مطولة، الظروف التي تركته عالقاً لا خيار أمامه سوى العودة إلى بلده سورية، أو الحصول على تأشيرة دخول إلى دولة عربية، وهذا صعب المنال، خصوصا أن تواصله مع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية لم يسفر عن شيء، ولا يزال يمضي أيامه ولياليه على مقاعد المطار، بعد أن أنفق كل ما كان يملكه من مال.

يبدأ حسان القنطار بالسؤال: "ما الذي يعنيه أن تكون سورياً؟"، ويقول: "اسمي حسان القنطار، سوري الجنسية وعمري 36 سنة. أبدأ قصتي منذ وصولي إلى الإمارات للمرة الأولى عام 2006، بدأت العمل فيها وكنت الوافد المثالي في اتباع القوانين والأنظمة. استمر الوضع حتى عام 2011، بداية الأزمة السورية، حين رفضت السفارة السورية تجديد جواز سفري، ما اضطر الشركة التي أعمل لديها لطردي لعدم إمكانية تجديد إقامتي".

ويتابع "قبل نهاية 2016، ألقي القبض علي في الإمارات، وحولوني إلى سجون الهجرة والجوازات لأن إقامتي منتهية الصلاحية. وتقرر تسفيري لعدم إمكانية إصدار فيزا جديدة. لم أجد أمامي بعد سجن طويل مليء بالعذاب سوى الرحيل إلى ماليزيا، لأنها البلد الوحيد الذي يستقبل السوريين دون اشتراط الحصول على فيزا سياحية مسبقة، وتتيح إمكانية العمل".

ويضيف القنطار "في ماليزيا واجهتني ظروف مماثلة لأنني لم أستطع استصدار إقامة عمل، أو الدراسة بسبب كلفتها العالية، فقررت السفر إلى الإكوادور لأنها من الدول التي لا تتطلب فيزا مسبقة من السوريين. وفي يوم 28 فبراير/شباط الماضي، قررت الخطوط التركية منعي من الصعود إلى الطائرة دون ذكر الأسباب، وإلغاء تذكرة السفر، فخسرت تقريبا كل ما أملك (2300 دولار أميركي)، وحتى لا أضطر لمخالفة المدة القانونية للفيزا في ماليزيا، قررت الرحيل إلى كمبوديا في 7 مارس/آذار الماضي، كونها لا تطلب فيزا مسبقة بدورها، وإنما تمنح التأشيرة عند الوصول لقاء 20 دولاراً. لكنهم لسبب ما وأجزم أنه جنسيتي، قرروا إعادتي على نفس الطائرة وعدم السماح لي بالدخول".



ويضيف في رسالته "منذ ذلك اليوم، أعيش في منطقة الترانزيت بمطار كوالالمبور، رغم عدم وجود مكان للنوم أو الاستحمام أو الأكل، ورغم مضايقات شرطة المطار المستمرة وتهديدها بسجني والاتصال بسفارتي لتسفيري إلى سورية".




ويقول: "عبثاً أحاول التوضيح لهم أنني مطلوب في سورية للخدمة العسكرية منذ 2011، وإنني لم أزرها منذ 2009، وإن إرسالي إلى هناك سيكون بمثابة حكم الإعدام لأنني لن أشارك بقتال يقتل فيه السوريين بعضهم بعضاً، ويدفع الأطفال الثمن". ويضيف "راسلت منظمات الأمم المتحدة، والسفارات، والمنظمات الإنسانية غير الحكومية، وبعض وسائل الإعلام والجميع رفض المساعدة، أو تجاهلني".



ويصف حسان حاله بالقول: "أنا ملاحق ومطرود ومنفيّ من بلد إلى آخر. مشرد ينام على الأرصفة وأدراج البنايات، وجائع لا يلقى قوت يومه، وعاطل عن العمل دون أي نقود، وسجين لذنب لم أقترفه. غريب في ديار غريبة، أمي تبكي الفراق، وأخي مختبئ هربا من حرب يقتل فيها الجميع، وأبي رحل عن هذه الحياة دون أن يرى وجه ابنه الذي فارقه لسنوات طوال، هذا مختصر ما مررت به حتى الآن، وما زلت بانتظار الأسوأ".



ويختم رسالته بالإشارة إلى "الحزن الذي تعلم أنه لن يفارقك يوماً. انكسار داخلي أبدي، وإن تظاهرت بالأمل والمقاومة وتصنعت الابتسامة. ضاقت بي الأرض، وفشلت جميع محاولات الحل (...) أستجير بكم، وأطلب مساعدتكم (...)، فأنتم بقية من أمل في سواد قدري".

المساهمون