خراب الموصل..معوقون دون أطراف صناعية

خراب الموصل..جرحى دون علاج ومعوقون بلا أطراف صناعية

04 ابريل 2018
خدمات صحية متردية (العربي الجديد)
+ الخط -
عند بوابة مركز الأطراف الصناعية في مستشفى الموصل بالعراق، ينتظر أحمد سعد الله (26 عاماً) عطف موظف الاستعلامات ليدخله إلى الطبيب المختص أملاً بوصول الساق الصناعية الخاصة به من بغداد، فالمركز ما زال بإمكانيات متواضعة ولا قدرة له على تلبية كل الطلبات التي تصل إليه من ضحايا المعارك أو القصف الجوي، أو فخاخ وألغام تنظيم داعش.

يقول الشاب العراقي سعد الله لـ"العربي الجديد"، إنه فقد ساقه بقصف على منزلهم في حي رجم حديد بالجانب الأيمن من الموصل منذ نحو تسعة أشهر، وقتلت أمه وإخوته الثلاثة، وهو عاطل عن العمل، واليوم يريد العودة للمشي والبحث عن عمل، ولهذا يحتاج إلى ساق صناعية.

ويضيف "هنا أجور الساق لا تتجاوز 25 ألف دينار نحو (20 دولاراً)، أما المستوردة فإن سعرها مرتفع جداً، لكنها ممتازة ولا تتسبب بفقدان التوازن عند المشي بها".

وتشير آخر التقارير والإحصاءات في دائرة صحة نينوى، إلى وجود أكثر من 40 ألف جريح بالموصل تم تسجيل إصابتهم في أربع سنوات (وقت احتلال تنظيم داعش المدينة ولغاية الآن).

ووفقاً للتقارير التي أكدها مسؤول في السلطات الصحية بالمحافظة، فإنّ نحو 60 بالمائة من الجرحى أصيبوا جراء المعارك أو القصف الجوي، أو فخاخ وألغام تنظيم داعش، وهم اليوم إما بإعاقة دائمة، أو فقدوا أطرافاً من أجسادهم، أو القدرة على السمع والبصر، وهناك حالات شلل جزئي أو كلي، من بينهم ما لا يقل عن 12 ألف امرأة وفتاة.

وذكر طبيب في مستشفى الموصل العام لـ"العربي الجديد"، أنّ "جيش المعوقين في الموصل لم يحظَ بأي اهتمام حتى الآن، والسلطات المحلية لا قدرة مالية لها على مساعدتهم".

وتابع الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنّ "ملف جرحى الموصل حالة إنسانية بالغة الخطورة، فهناك من حاول الانتحار منهم بسبب فقدان الأمل في مواصلة الحياة بشكل طبيعي، وهم موجودون في المستشفيات والمراكز الصحية، ولم تخلُ منهم حتى الأسواق والشوارع العامة، فضلاً عن الفتيات المعوقات اللواتي لا يغادرن منازلهن".

فيما يقول عضو المجلس المحلي لمدينة الموصل أحمد الحمداني لـ"العربي الجديد"، إن المدينة بحاجة عاجلة الى مستشفى متكامل للعناية بالجرحى والمعوقين، وهذا ما كنا نأمل الحصول عليه في مؤتمر الكويت، لكنه لم يتحقق.

ويضيف "جميع الإمكانيات الآن ذاتية، وهناك أطباء ومتبرعون وميسورون يساهمون في علاج الجرحى. وآخر حالة كانت قبل يومين، من خلال عملية أجريت لفتاة، إذ تم استخراج شظايا بلغ وزنها نحو نصف كيلو غرام كانت في ظهرها وساقيها".

ويوضح أن جمعيات خيرية كويتية تبرعت بعلاج عدد من الحالات، لكن بالفعل لدينا جيش معوقين يحتاج إلى حملة كبيرة لوقف معاناتهم.

من جهتها، تقول مصادر بالشرطة العراقية إنها سجلت محاولة انتحار شاب تعرض للقصف وأدى ذلك إلى شلل جزئي لديه بفعل تضرر النخاع الشوكي.

بعض المرضى فقدوا الأمل في الحياة (العربي الجديد) 

وتفيد تقارير الشرطة، أن الشاب عجز عن النوم من شدة الألم لعدة أيام وحاول إلقاء نفسه من شرفة منزله لولا تدخل إخوته وتم نقله إلى مستشفى حكومي تحت عناية ورقابة مركزة.

 


عضو منظمة رحمة الإنسانية لمدينة الموصل، محمد حقي، يؤكد لـ"العربي الجديد"، بأن موضوع المعوقين والجرحى صار شعاراً انتخابياً لبعض المرشحين، وهو ما تحاول الشرطة أن تمنعه وتجده غير أخلاقي.

ويضيف "البعض يتاجر بمعاناتهم ويقول لهم: انتخبوني وسأبني لكم مستشفى ومركزاً صحياً وأساعدكم في العلاج، والله يعلم ونحن ندرك أنه لن يفعل ووعوده كاذبة".

 

معاناتهم مستمرة في ظل غياب الرعاية الصحية (العربي الجديد) 

 

 

المساهمون