لماذا يعجز الأطفال عن الإمساك بأقلامهم؟

لماذا يعجز الأطفال عن الإمساك بأقلامهم؟

04 ابريل 2018
مشكلة قد تؤثر على أداء التلاميذ الكتابي(ريكاردو أردولينغو/فرانس برس)
+ الخط -
من البديهي أن تتبدّل عادات الأطفال مع التقدّم التكنولوجي، فبعدما كانوا يستخدمون الأقلام للتلوين والكتابة والرسم ويلعبون خارج المنزل ألعاباً تتطلّب حركة، باتوا لا يفارقون شاشات الكومبيوتر. جذبهم هذا العالم حتى بات كلّ ما عداه مملاً وتافهاً. ساعدت في هذا الميل الراحة التي توفرها التكنولوجيا لكثير من الآباء المشغولين، الذين يجدون فيها وسيلة تسلية لأبنائهم الصغار ومصدراً للتحفيز الحسي. لكن، غاب عن بالهم أنّ هذا قد يقلّص أو يقضي على تطوّر المهارات الحركية الدقيقة التي يحتاجها الصغار في الكتابة.

تدلي سالي باين، رئيسة قسم العلاج المهني للأطفال في جمعية قلب إنكلترا، بأدلة على ذلك، مشير في حديث إلى صحيفة "ذا غارديان" إلى أنّ الأطفال يلتحقون بالمدرسة وهم عاجزون عن الإمساك بقلم رصاص، لأنّهم لا يمتلكون مهارات الحركة الأساسية. ولكي يكون الطفل قادراً على الإمساك بالقلم وتحريكه يحتاج إلى القدرة على التحكم بالعضلات في أصابعه، كما أنّ الأطفال في حاجة إلى كثير من الفرص لتطوير هذه المهارات.

تلقي باين اللوم في هذا على انتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في حياة الأطفال الصغار لعدم قدرة الأطفال على السيطرة على قلم الرصاص وحمله. وتلفت إلى أنّ طبيعة اللعب قد تغيرت وبات من الأسهل إعطاء الطفل جهاز آي باد أكثر من تشجيعه على اللعب بأمور تبني عضلاته مثل القطع واللصق أو سحب الحبال. بات من الطبيعي أن نرى مقاطع فيديو لأطفال منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي توضح أنّهم يسكنون في عالم رقمي.

من جهتها، تذكر منظمة الاتصالات "أوفكوم" أنّ أكثر من نصف الأسر البريطانية تمتلك أجهزة لوحية، و76 في المائة منها تمتلك هواتف ذكية.

تدافع الدكتورة جين ميديويل عن أهمية الكتابة اليدوية، لافتة إلى أنّ انتشار الأدوات الإلكترونية في المنازل يعني أنّ بعض الأطفال لا يحصلون على الوقت الكافي لاستخدام القلم كما اعتادوا. لكنّها لا تعتقد أنّ نقص المهارات الحركية يرتبط بقضاء المزيد من الوقت على شاشة الكومبيوتر، نظراً لغياب البحوث التي تؤكد أنّ استخدام الكومبيوتر يعني أنّه لا يمكنك الإمساك بقلم رصاص. تؤكد ميديويل أنّ فوائد الكتابة كثيرة: "هناك كثير من الأشياء الجيدة على الأجهزة اللوحية والهواتف لكنّ الأطفال يحتاجون إلى عالم محو الأمية التقليدي أيضاً".




تقول يوليا (34 عاماً، أم لثلاثة أطفال) لـ"العربي الجديد": "قد تختلف الحالة بين طفل وآخر، وفق مستوى رغبة كلّ منهم بقضاء الوقت على الشاشات أو الاستمتاع بالتلوين والكتابة، فقد عانيت مع ابنتي البكر حتى تمكنّت من الإمساك بالقلم وما زالت تشعر بالإرهاق في أصابع يدها بعد فترة وجيزة من الكتابة". تكمل أنّ ابنتها تقضي ساعات طويلة على شاشة الكومبيوتر، بينما شقيقتها وشقيقها الأصغر سناً لم يواجها أيّ صعوبة في هذه المسألة لأنّهما كانا يميلان إلى التلوين أكثر.