بين التهجير والتسوية...مدنيون يجهلون ما ينتظرهم في القلمون الشرقي

بين التهجير والتسوية...مدنيون يجهلون ما ينتظرهم في القلمون الشرقي

03 ابريل 2018
الأهالي بانتظار نتائج المفاوضات(تويتر)
+ الخط -


يسود الترقب بين أهالي أربع مدن في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، هي الرحيبة وجيرود والناصرية والمنصورة، بعد إحياء المفاوضات بين الفصائل المسلحة المعارضة المسيطرة عليها والروس والنظام السوري. ويخشى عشرات الآلاف من السكان من محاولة الأخير أن يفرض عليهم إما التسوية والقبول بالعيش تحت سطوته من جديد، وإما التهجير إلى الشمال السوري، كحال الغوطة الشرقية والكثير من المناطق التي سبقتها.

يحاول الثلاثيني أبو جابر، أن يتلقط أخبار المفاوضات الخاصة بالقلمون أولاً بأول، ويبدو قلقاً مما قد تحمله الأيام المقبلة له ولعائلته. وقال لـ"العربي الجديد"، "خرجنا في المظاهرات قبل سنوات، وعشنا تحت الحصار والجوع والقصف، وخسرنا من عمرنا الكثير، ليس من أجل
 العودة للعيش تحت سطوة النظام، لينتقم ويشمت بنا".

ويتابع "منذ أن بدأت المفاوضات قبل أشهر، واليوم بعد أن تسارعت الأحداث، لدي شعور قوي بأني سأغادر مدينتي، فأنا لا أثق بالنظام مهما أعطى من وعود، وليس لدي استعداد أن أعيش الذل الذي كان يذيقنا إياه من قبل". ويضيف "أستعد للرحيل بعد أن فكرت وقررت ماذا سأحمل معي من ملابس وحاجات خاصة بأطفالي، فابنتي الصغرى تصر على أخذ عرائسها التي صنعتها لها أمها وجدتها، واستمرت بالبكاء حتى أخذت مني وعدا بأن أسمح لها بأخذها معها".

وتعرب العشرينية عائشة، عن رغبتها في البقاء في منزلها وبين أقاربها. وقالت لـ "العربي الجديد"، إن والديها قررا في حال فشلت المفاوضات وعدم ضمان بقاء النظام خارج البلدة، واحتمال سوق الشباب إلى الخدمة العسكرية في قوات النظام، أن يرافقوا إخوتها الثلاثة وهم بعمر الخدمة العسكرية إلى الشمال السوري".

وتشير إلى أن "كثيرا من العائلات تعيش حالة من عدم الاستقرار، حتى أن الحديث عن المفاوضات والبقاء أو الخروج يكاد يكون الحديث الرئيس في المنزل والشارع، حتى أن الأطفال يتحدثون عن الموضوع".

أما زهير، وهو موظف في إحدى المؤسسات الخاضعة لسيطرة النظام، فيقول في حديث مع "العربي الجديد"، أن لا مشكلة أمنية لديه مع النظام، ولا مع الفصائل المسيطرة، وسيبقى في منزله وبلدته"، قائلا "أتمنى ألا تدمر بلدتي أو يقتل أحد من أهلها، كما حدث في داريا والغوطة الشرقية، لذلك أتمنى أن يتم التوصل إلى تسوية بين الفصائل والدولة، ليعيش المدنيون بأمان واستقرار".

ويوضح أحد أعضاء "تنسيقية مدينة جيرود" المعارضة، في حديث مع "العربي الجديد"، قائلاً "يوجد كم هائل من الشباب المطلوبين في البلدة تجاوز عددهم ألفي شاب للخدمة العسكرية والاحتياط، إضافة إلى وجود نحو ألفين آخرين مطلوبين للأفرع الأمنية علما أنهم غير منتسبين للفصائل. هؤلاء مع عائلاتهم إضافة إلى عائلات الفصائل يشكلون شريحة كبيرة من أهالي المنطقة، ويمكن القول أن معظمهم لا يثقون بالنظام ولا بوعوده وضماناته".

ويتابع "حاليا لا نستطيع التحدث عن شكل المرحلة المقبلة إلا بعد أن نرى ما سيكون الرد من قبل النظام على رسالة الفصائل التي توحدت تحت قيادة واحدة بالأمس".

ويلفت إلى أن "ما يجري حاليا هو مفاوضات، والنظام يترك الخيارات مفتوحة ويريد سماع المبادرات من الطرف الثاني المتمثل بالفصائل، حاليا هناك رفض قاطع من الفصائل للحديث عن تهجير أو تسليم، ولا يمكننا حاليا بناء أي مستقبل على رسالة النظام، فقط يجب علينا انتظار رد الفصائل واقتراحاتهم وبعدها تبدأ المرحلة المقبلة بالوضوح".

ويبيّن أن هناك "حالة من الجدل بين أفراد المجتمع، فلا ننكر وجود شريحة مؤيدة للنظام خصوصا بوجود مئات الموظفين في الدوائر الحكومية في مناطق النظام وحتى المنشآت التي مازال النظام يمدها داخل المدينة مثل البلدية والفرن. هؤلاء الموظفون مازالوا على رأس عملهم ولا مشكلة لديهم مع النظام سواء كانوا مؤيدين له أو معارضين ضمناً".