حملة لترميم المكتبات العمومية بمحافظات جنوب العراق

حملة شبابية لترميم المكتبات العمومية بمحافظات جنوب العراق

27 ابريل 2018
ترميم أقدم مكتبة في محافظة ذي قار (العربي الجديد)
+ الخط -
دشن سبعة شبان في جنوب العراق، أول تجمعٍ مختص بترميم المكتبات المهجورة أو المدمرة في ست مدن كبرى، انطلاقا من مقهى شعبي في مدينة "سوق الشيوخ" بمحافظة ذي قار (350 كيلو مترا جنوب العاصمة بغداد).

ويعمل فريق "حضاريون" الثقافي بموارد محدودة، إذ يعتمد أفراد الفريق على رواتبهم وأعمالهم وعلاقاتهم الشخصية في توفير الحاجات الأساسية لترميم واحدة من أقدم مكتبات ذي قار، وتأمين أكبر عدد من الكتب، فضلاً عن طموحهم بالبدء بمكتبات أخرى مدمرة، في مدينتهم ومدن أخرى.

وكانت المكتبات والبيوت الثقافية والصالونات، ظاهرة بمناطق جنوب العراق خلال عقود ماضية، إذ كانت تقيم أنشطة ثقافية وندوات وأمسيات فضلاً عن استعراض آخر الإصدارات عن دور النشر العراقية والعربية، لكن هذا الأمر اختفى خلال العقدين الأخيرين بعد الاحتلال الأميركي في 2003، إذ تعرضت غالبية المؤسسات الثقافية للتخريب في ظل تقاعس الحكومات التي تعاقبت على مدن الجنوب، فضلاً عن سطوة عصابات ومليشيات مسلحة عُرفت بمحاربتها للأنشطة الثقافية والترفيهية.

وقال أحمد شاكر، وهو أحد أعضاء فريق "حضاريون"، إن "مدينة سوق الشيوخ تضم أقدم مكتبات في محافظات جنوب العراق، لكن الإهمال الذي تشهده مناطقنا منذ 30 سنة حال دون استمرار الأنشطة الثقافية. لدينا مكتبات تأسست في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لكنها أهملت من جراء الحروب، فضلاً عن تعرض كثير منها للسرقة. نريد إحياء المكتبات بدوافع ذاتية ومبادرات شخصية، ونعمل دون تمويل من الحكومة المحلية".

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "غالبية المكتبات في الجنوب غير صالحة للاستخدام، فأغلب جدرانها معرضة للتهدم، وباشرنا خلال الفترة الماضية تأهيل أكثر من مكتبة، ولا زلنا نعمل على ذلك بالتنسيق مع شباب بمناطق أخرى".





وتابع: "نستخدم فيسبوك للإعلان عن مشروعاتنا، وأعلنا قبل أيام عن حاجتنا لكتب من خلال متبرعين من المواطنين أو أصحاب دور النشر، وفوجئنا بعدد المتبرعين الكبير، وعشرات المتبرعين كانوا من محافظات شمال العراق، لا سيما كركوك، ونحن الآن بانتظار دفعة كتب ستصلنا من هناك. نأمل أن نجمع لكل مكتبه ألف كتاب".

وقالت عضو المجلس المحلي في ذي قار، أجيال الموسوي، إن "تحركات الناشطين والمثقفين في المحافظة لم تكن قائمة خلال الأعوام الماضية، لكنها ظهرت بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة. عملت فرق تطوعية على ترميم الأرصفة والشوارع بتمويل ذاتي. غالبيتهم لم يُطالبوا الحكومات المحلية بأموال أو مساعدات، وإنما بادروا بتجهيز ما يحتاجونه".

وأوضحت، لـ"العربي الجديد"، أن "المحافظات الجنوبية تشهد رواجا اقتصادياً، إلا أن الحكومات فيها تعاني من نقص حاد بالموارد المالية بسبب الأزمات التي مرت على العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة، وخصوصا محاربة تنظيم داعش في مدن الشمال والغرب. هؤلاء الشباب يوفرون ما لا تملكه الحكومات".

وأشارت إلى أن "المسؤولين في مناطق الجنوب يمكنهم التبرع بالأموال لهذه الفرق، لكن ليس من أموال الدولة، إنما من أموالهم الشخصية، لأن الحكومات لا تملك أي شيء، وإذا امتلكت المال فإنه يخصص لإصلاح منظومات المياه أو الكهرباء".

دلالات

المساهمون