هجرة عكسية للسوريين من ألمانيا بسبب تقييد لمّ الشمل

هجرة عكسية للسوريين من ألمانيا بسبب تقييد لمّ الشمل

14 ابريل 2018
زوجها قد يكون خارج ألمانيا (شون غالوب/ Getty)
+ الخط -
على الرغم من حصولهم على حق اللجوء وعلى إقامات صالحة في ألمانيا، فإنّ بعض السوريين يهربون من البلاد، متخذين نفس المسارات المحفوفة بالمخاطر التي وصلوا عبرها، إذ إنّ البلد المقصود تركيا لا يمنحهم تأشيرات دخول. ويجري الحديث عن هجرة عكسية بشكل غير قانوني بدلاً من الانتظار عبثاً، والسبب العقبات المتزايدة وباستمرار في حصول اللاجئين الحائزين على الإقامة الثانوية على حق لمّ شمل عائلاتهم.

هذه القضية أثارها تقرير إعلامي مشترك نشره، أول من أمس، البرنامج السياسي "بانوراما" على محطة "اي ار دي" تضمّن بحثاً لراديو تابع لمجموعة "فونكه" الإعلامية تناقلته صحف ألمانية عدة. وكشف التقرير استعانة هؤلاء اللاجئين بمهربين دفعوا لهم مبالغ مالية للوصول مجدداً إلى تركيا.

أشار التقرير إلى أنّ مراسلين رافقوا العديد من السوريين، وهم في طريقهم إلى تركيا، وقابلوا مهربين أوضحوا بدورهم أنّ هناك هجرة عكسية محدودة من ألمانيا إلى تركيا، إذ ينقل يومياً نحو 50 شخصاً. ولفت التقرير إلى أنّ هناك شبكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجري فيها ذكر معلومات حول المهربين والأسعار، إذ يكلف عبور نهر إيفروس الذي يفصل اليونان عن تركيا نحو 200 يورو.

وفي تقرير آخر نشرته صحيفة "دي تسايت" يتبين أنّ السوريين يسلكون عبر طريق العودة الغابات الضيقة في الظلام الدامس للوصول إلى ضفاف نهر ضيق، ويجري وضعهم ضمن مجموعات في زوارق صغيرة لإعادتهم إلى تركيا. وفي حديث مع أحد المغادرين قال إنّه يشعر بالسعادة لأنّه وصل إلى ألمانيا وتم قبول عمله أخيراً في صالون للحلاقة، وهو على علم بأنّ أيّ مساعدات لن تقدم له في تركيا. لكنّه مع ذلك، أكد أنّه لن يتمكن من العيش من دون زوجته في ألمانيا، وشرح كيف التزم بكلّ ما هو مطلوب منه وجهز الوثائق بشكل صحيح، لكنّ زوجته لم تحصل على موعد في السفارة الألمانية بالرغم من العديد من المحاولات.

الهجرة المعاكسة تؤكدها منظمة "برو أزول" المدافعة عن حقوق اللاجئين، عازية السبب إلى أنّ كثيراً من السوريين يشعرون باليأس لانفصالهم عن عائلاتهم، كون الحماية الثانوية لا تخولهم لمّ شملهم. وفي حديث لـ"فرانس برس" قال رئيس المنظمة غونتر بوركهارت: "المتضررون يقولون إنّنا نفضل الموت معاً على العيش بحال الانفصال". أضاف أنّ كثيرين حاولوا جلب عائلاتهم بطريقة غير شرعية، فهناك قلق من هذا التطور. وأعاد سبب العواقب المأساوية إلى الفشل الذريع للائتلاف الحكومي في ملف لمّ شمل الأسر.

بدورها، قالت السياسية عن حزب اليسار أوله ييلبكه إنّ هذا التطور يظهر مدى سوء تعاطي الحكومة الاتحادية مع منعها من إعادة جمع شمل العائلات اللاجئين الخاضعين للحماية الثانوية، بدلاً من أخذ حماية الأسرة ورفاه الطفل على محمل الجد فإنّه يدفع بهم كضحايا إلى الحرب والبؤس.

من جهته، قال ممثل المفوض السامي لشؤون اللاجئين في ألمانيا، دومينيك بارتش، لبرنامج "بانوراما" إنّ عودة اللاجئين على نفس الطريق الذي وصلوا إليه في الأصل إلى ألمانيا فيها مفارقة وتناقض كبيران، وتظهر أنّ ألمانيا لم تكن عادلة في منح أهمية وقيمة للحماية الأسرية ودفع الفرد لاتخاذ هذه المخاطرة مجدداً.

المساهمون