إحالة ناشطة بإضراب المعلمين الفلسطينيين إلى التقاعد قسراً

إحالة المعلمة الفلسطينية رجاء لحلوح إلى التقاعد قسراً بسبب نشاطها النقابي

08 مارس 2018
المعلمة الفلسطينية رجاء لحلوح (فيسبوك)
+ الخط -
كلّف إضراب المعلمين الفلسطينيين، في شهر فبراير/شباط 2016، عدداً من الأساتذة البارزين في الفعاليات ثمناً باهظاً، بعد أن أبعد بعضهم عن سلك التعليم، وأحيلوا بقرار من وزارة التربية والتعليم إلى التقاعد المبكر قسرا.

تعمل رجاء لحلوح، مدرّسة للغة الإنكليزية في المرحلة الثانوية منذ 14 سنة. قبل ثلاثة أيام أثناء دوامها في مدرسة الشهيد سامي طه الثانوية للبنات، وصلها قرار من وزارة التربية والتعليم، بالإحالة إلى التقاعد المبكر من دون أن تقدم طلبا.

تقول لحلوح، لـ"العربي الجديد": "في الخامس من الشهر الجاري، أثناء الدوام في المدرسة، سألتني المديرة إن كنت تقدمت بكتاب تقاعد، فأجبتها بالنفي، فأبلغتني أن المديرية أخبرتها أن اليوم هو آخر يوم دوام لي في المدرسة".

مديرة المدرسة استفسرت عن سبب إنهاء عمل المعلمة لحلوح، ليتبين صدور قرار الإحالة إلى التقاعد المبكر من دون الإفصاح عن السبب. تشير لحلوح إلى أنها فوجئت بعد أن وصلها الكتاب. في ذات المدرسة معلمة تقدمت بطلب تقاعد ولم تتم الموافقة عليه.

ادعت وزارة التربية والتعليم، في بيان صدر عنها، أن من أحيلوا للتقاعد، إما أن يكونوا قد تقدموا بطلبات تقاعد وتمت الموافقة عليها، وإما أن تكون الأسباب فنية.



لكن المعلمة لحلوح أكدت أن تقييمها خلال 14 سنة، كان "جيد جدا"، ولم تكن لديها أية مخالفات طيلة عملها، ولم تعارض دخول مشرف من التربية لحضور حصصها، كما أن حب الطالبات لها ووقفتهن معها بعد قرار الإحالة ينكر ذلك.

في إضراب 2016، كانت المعلمة لحلوح تشارك، كباقي المعلمين والمعلمات الذين يطالبون بحقوقهم في كافة الفعاليات التي يقررها حراك المعلمين الموحد، وقد عُينت ممثلة لمديرية قباطية عن طريق الانتخاب.

ترى لحلوح أن هذا هو السبب الوحيد وراء قرار وزارة التربية والتعليم المفاجئ، كما حدث مع المعلم صامد صنوبر، والذي كان ناطقاً باسم الحراك الموحد للمعلمين، "لا يمكن أن يكون هناك أسباب غير ذلك"، وفق ما تقول لـ"العربي الجديد".



تسبب القرار في حالة من الاحتجاج لدى المعلمات والطالبات في المدرسة. وفي اليوم الأول لوصول القرار، وعقب معرفة الطالبات به، لم تستطع المعلمات أن يقدمن حصصهن بشكل طبيعي. في اليوم الثاني، نظمت طالبات المدرسة مسيرة احتجاجية من المدرسة إلى منزل المعلمة لحلوح، في بلدة عرابة جنوب غرب مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، ورفضوا العودة للمدرسة إلا ومعلمتهم معهم، حيث أكملوا اعتصامهم أمام المدرسة، للتعبير عن رفضهم للقرار.

وكتبت الطالبة رغد مرداوي رسالة لمعلمتها عبر "فيسبوك": "بحياتك ما كنت مجرد معلمة وبس. إنت أكبر من هيك، بحياتك ما حسستينا إنك معلمتنا ولا حسينا بفرق العمر.. دائما كنت أمنا وصديقتنا وأختنا، حصصك كانت أحلى حصص. يا ما نصحتينا ووجهتينا وساعدتينا. ذنبك إنك وقفتي بوجه الظلم وما قبلتيه. يا معلمتي هم خسروا مش إنت وياما كنت مثلي الأعلى. هالخبر كان صدمة لنا كلنا. يخليلي ياكي يا أمي التانية. ويطولنا بعمرك".

تتابع المعلمة لحلوح قضيتها قانونيا، وقبل أن يتم اتخاذ أي إجراء، ستطالب وزارة التربية والتعليم برد الاعتبار لها عن القرار المجحف.

المساهمون