مساعدات الغوطة الشرقية... ألف سلّة غذائية لـ200 ألف محاصر

مساعدات الغوطة الشرقية... ألف سلّة غذائية لـ200 ألف محاصر

06 مارس 2018
لا يجدون إلا وجبة واحدة لليوم (Getty)
+ الخط -
يقتصر طعام مئات آلاف المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، على وجبة واحدة من الطعام في اليوم، فيما حرم كثيرون حتى من هذه الوجبة بسبب عدم إفراغ الشاحنات الـ46 المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت إلى مدينة دوما أمس الإثنين، بعد توصل فريقها بتحذير للخروج، فغادروا ومعهم 9 شاحنات بحمولتها الكاملة، و3 أخرى بحمولة جزئية.

وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما إياد عبد العزيز، لـ"العربي الجديد"، "منذ علمنا بأن هناك مساعدات إنسانية ستدخل إلى مدينة دوما، تواصلنا مع المجالس المحلية في الغوطة الشرقية، لنتقاسم تلك المساعدات على مبدأ النسبة والتناسب مع عدد سكان كل منطقة، وطلبنا من المجالس إرسال شاحنات لاستلام الحصص، وبالفعل مع دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات كانت هناك عدة شاحنات تم تحميلها بحصص المناطق التي جاءت منها، لكن معظم المناطق الأخرى لم تتمكن من إرسال الشاحنات بسبب القصف الكثيف، ما جعلنا نضعها في مستودعات خاصة، بالرغم من أن لدينا مخاوف شديدة من تعرضها للقصف كما جرى في المرة السابقة، إذ بمجرد مغادرة البعثة الأممية تم استهداف مستودعات المساعدات الأممية قبل توزيعها فحرم الأهالي منها".

وبين أن "الفريق الأممي غادر دوما جراء تلقيه اتصالا نعتقد أنه من الروس، ولحق بهم سائقو الشاحنات بشكل مفاجئ، جراء اتصال ثان، وتم سحب 9 شاحنات كانت ما تزال مقفلة، و3 أخرى كان الشباب ينزلون منها المساعدات، ما اضطر عددا منهم للقفز منها دون أن يبلغونا أنهم سيغادرون كما جرت العادة".         

وتابع أنه "كان من المتوقع أن يحصل كل فرد في الغوطة الشرقية على أقل من كيلوغرام من المساعدات الإنسانية، البالغ عددها 5500 سلة، إلا أنه بسبب سحب الشاحنات، تسلمنا نحو 3 آلاف سلة، وبسبب القصف والتوزيع المباشر الذي اعتمدناه، سيكون هناك ألف سلة لتوزع على أكثر من 55 في المائة من سكان الغوطة، أي أن حصة الفرد لن تكفيه ليوم كامل".

حصة الفرد لن تكفيه ليوم واحد (Getty) 


من جهتها، قالت عضوة المجلس المحلي في دوما، بيان ريحان، لـ "العربي الجديد"، إن "5500 سلة غذائية، وزن الواحدة منها نحو 60 كيلوغراما، و5 آلاف كيلوغرام من الطحين، إضافة إلى بعض المكملات الغذائية والأدوية غير الأساسية، تحملها 46 شاحنة، لم يتسلم مجلس مدينة دوما منها سوى 9 شاحنات بالكامل و3 شاحنات بشكل جزئي".

من جانبه، يترقب أبو عماد، أحد المحاصرين في الغوطة الشرقية مع عائلته، إن كان سيحصل على حصة من المساعدات التي دخلت إلى دوما، قائلا لـ "العربي الجديد"، "إن شاء الله نحصل على حصة، فإننا نعجز هذه الأيام عن تأمين وجبة واحدة في اليوم، وقد مرت علينا أيام لم نجد ما نأكله، وأيام عدة عشنا فيها على الحشائش، وفي يوم حصل كل فرد منا على وجبة لبنة من إحدى الجمعيات الخيرية".

وأضاف "المشكلة اليوم أن الأسواق مدمرة، وحتى الشخص لا يمكنه أن يتجول للبحث عن طعام بسبب القصف المتواصل، وكل ما نطلبه هو إدخال المواد الغذائية والطبية بشكل يكفي أهالي الغوطة، ووقف القصف على مناطق المدنيين لأن ليس بها عسكريون".

حتى الأسواق دمرت (Getty)


وبيّن أن "العائلات تحاول الصمود بالرغم من الجوع والقصف، وهذا الخيار الوحيد الذي تتمسك به، إذ يصعب على الأهالي بعد كل سنوات الصمود التي مضت أن يتنازلوا عن أرضهم ومنازلهم وأحلامهم". 

واستنادا لأرقام المجلس المحلي، فإن نحو ألف سلة ستوزع على نحو 200 ألف شخص، ما يعني أن حصة الشخص الواحد نحو 300 غرام فقط، وفي دوما كذلك التي يسكنها أكثر من 29 ألف عائلة، قبل موجة النزوح الأخيرة جراء العمليات العسكرية الأخيرة، فلن تكون حصة الفرد أفضل من بقية مناطق الغوطة، وإذا فرضنا أن كمية الطحين دخلت بالكامل فستكون حصة الفرد 0.0125 غرام من الطحين.