الأمم المتحدة: عمليات التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا متواصلة

الأمم المتحدة: عمليات التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا متواصلة

06 مارس 2018
700 ألف روهينغي اضطروا إلى الهرب (تويتر)
+ الخط -

قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أندرو غيلمور، الثلاثاء، إن عمليات التطهير العرقي الممنهجة تتواصل ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار.

وأوضح غيلمور في تصريحات صحافية خلال زيارة أجراها إلى مخيمات اللجوء في مدينة كوكس بازار البنغالية، أنّ نحو 700 ألف روهنغي اضطروا إلى الهرب من مناطقهم نحو بنغلادش، منذ بدء هجمات المليشيات البوذية المدعومة من جيش ميانمار على إقليم أراكان، في 25 أغسطس/آب الماضي، أي قبل نحو 6 أشهر.

وأشار إلى أن حملة الترهيب والتجويع والتعذيب والاغتصاب والتهجير وتهريب البشر، ما زالت مستمرة في أراكان، رغم تراجع حدة القتل وإراقة الدماء قليلاً.

وقال إن "التطهير العرقي للروهينغا يتواصل في بورما. لا أعتقد أنه بإمكاننا استنتاج غير ذلك مما عاينته وسمعته في كوكس بازار".

وتشير تقديرات إلى أن عدد المسلمين الروهينغا في إقليم أراكان تقلص من مليونين في سبعينيات القرن العشرين، إلى نحو 350 ألفًا بسبب الاعتداءات الممنهجة لجيش ميانمار والمليشيات البوذية.

وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أبرمت حكومة ميانمار مذكرة تفاهم مع بنغلادش بشأن عودة مئات آلاف الروهينغا المسلمين الفارين إلى بنغلادش.

وقال غيلمور "إن حكومة بورما منشغلة في إبلاغ العالم بأنها مستعدة لاستقبال عائدين روهينغا، وفي الوقت نفسه تواصل ترحيلهم إلى بنغلادش"، وأضاف "من المستحيل ضمان عودة آمنة ولائقة وقابلة للاستمرار في الظروف الراهنة".

وكان بول فرييز، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في ميانمار، قد حذر من التعجل في إعادة اللاجئين الروهينغا من بنغلادش بشكل دائم "من دون موافقة اللاجئين المبنية على المعرفة التامة بكل أبعاد الموقف، أو تطبيق العناصر الأساسية لحلول دائمة".

كما أعربت منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، عن مخاوف عميقة بشأن إجبار أشخاص على العودة رغم إرادتهم دون توافر الحد الأدنى من المشاورات معهم، وكذلك بشأن تهميش دور المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، خلال هذه العملية.

وتعرضت مئات من قرى الروهينغا للإحراق، وأظهرت صور حديثة التقطت بالأقمار الاصطناعية، أن 55 قرية على الأقل سويت بالأرض تماما وغاب أي أثر لوجود بناء أو آبار أو نبات.

وينفي الجيش البورمي ارتكاب أي انتهاكات باستثناء حادثة وحيدة في قرية إين-دين، عندما أعلن تورط عناصر أمن في قتل 10 أشخاص من الروهينغا غير مسلحين. وقالت مجموعات حقوق الإنسان إن هذا ليس سوى جزء ضئيل من قوة لها تاريخ أسود من الانتهاكات في أنحاء البلاد والعداء الظاهر للروهينغا.


والروهينغا أقلية عرقية أغلبيتها من المسلمين يبلغ عدد أفرادها 1.1 مليون نسمة ويعيش معظمهم في ولاية أراكان، غربي ميانمار، على الحدود مع بنغلادش. ومع أنهم قد عاشوا في ميانمار لأجيال، إلا أن حكومة ميانمار تصر على أن جميع أفراد الروهينغا هم مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش. وترفض الاعتراف بهم كمواطنين، ما يجعل معظمهم، بالنتيجة، بلا جنسية.

 (الأناضول، فرانس برس)