إكرام عبود تعمل في كوخ

إكرام عبود تعمل في كوخ

26 مارس 2018
اعتادت بدء العمل باكراً (العربي الجديد)
+ الخط -
كثيرات هنّ النساء اللواتي يشاركن الرجال في العمل، بهدف المساعدة المادية من جهة، وإثبات الذات من جهة أخرى. تقول الحاجة إكرام عباس عبود، إنّ العمل، مهما كان، لا يقلّل من قيمة وقدر المرأة، مضيفة أنه "لا فرق بين امرأة ورجل في العمل. بل إن أي عمل ليس حكراً على الرجال، لأن المرأة تستطيع العمل في كافة الميادين، وقد أثبتت التجارب هذا الأمر، وإن كانت بعض المهن أصعب على المرأة من غيرها". بالنسبة إليها، الحاجة قد تضطر المرأة إلى القيام بأي عمل، وإن كان حكراً على الرجال في بيئات معينة. وإكرام (54 عاماً) تعمل في كوخ، تبيع فيه المشروبات الساخنة للزبائن.

إكرام امرأة جنوبية، تزوجت منذ نحو 20 عاماً. تبيع القهوة والسكاكر في كوخها في منطقة دوار الأميركان في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بهدف مساعدة زوجها الذي أصيب بطلقة نارية في رأسه خلال الحرب في عام 1985، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، وبات يصعب عليه القيام بأي عمل.

منذ تزوجت، تساعد إكرام زوجها، من دون أن تتقاعس يوماً عن القيام بواجبها حيال أسرتها، علماً أن لديها طفلين. وفي الوقت الحالي، تعيش وعائلتها في منطقة حارة صيدا في مدينة صيدا (جنوب لبنان). تقول: "لم أتابع تعليمي في المدرسة، ووصلت إلى الصف الخامس أساسي. بعد خروجي من المدرسة، تعلمت التطريز. بعدها، اشتريت ماكينة خياطة، وصرت أحيك الثياب في المنزل وأبيعها، علماً أن ظروفنا المادية كانت صعبة جداً. لذلك، رغبت في مساعدة زوجي، حتى نستطيع تأمين معيشتنا وتأمين مستلزمات الولدين".

قبل أن يُصاب زوجها، كان يعمل في مجال البناء. لكن بعد إصابته، فقد القدرة على العمل في هذه المهنة، وقدمت له بلدية حارة صيدا الكوخ الذي يعمل فيه حالياً مع زوجته. تتابع: "الكوخ موجود هنا منذ خمسة عشر عاماً. ومنذ افتتاحه، آتي إليه لمساعدة زوجي. بعدما بدأت العمل في الكوخ، تركت الخياطة"، مشيرة إلى أنها لا تشعر بأية صعوبة في العمل فيه.

اعتادت الاستيقاظ باكراً وبدء العمل عند الساعة السادسة صباحاً. وبعد ساعتين، يلحق بها زوجها لمساعدتها، لافتة إلى أنها هي من يشرف على العمل في الكوخ. وترى أنّ العمل في هذه المهنة ليس عيباً أو خطأً، إذ إنه يمكن للمرأة العمل في كافة الميادين. "لا يثنيني عن العمل حر الصيف أو برد الشتاء. ومنذ افتتاح الكوخ، آتي إليه صباحاً وأغادره عند الرابعة من بعد الظهر. وحين أعود إلى البيت، أتولى الأعمال المنزلية المترتبة عليّ، وأؤمّن لأسرتي ما تحتاجه". ابنها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، اختار الالتحاق بالتعليم المهني، أما الآخر فترك المدرسة، لأنه لا يرغب في متابعة تعليمه. وتشير إلى أن العمل في الكوخ يكفي العائلة لتأمين احتياجاتها الأساسية.

من جهة أخرى، تتحدّث إكرام بحماس لافت عن عمل المرأة وتقول إنه لا يعيبها الوقوف في الشارع وإعداد المشروبات الساخنة للزبائن "لذلك، لا أرى أي حرج في عملي هنا، إذ يجب على كل امرأة أن تساعد زوجها، كما أن لها شرف العمل".

اتسعت ميادين عمل المرأة، وإن كانت تختلف بحسب ظروفها الحياتية والعلمية. في بعض الحالات، تحتاج المرأة إلى إيجاد عمل في أي مجال، خصوصاً في حال لم تتابع تعليمها الجامعي الذي يؤهّلها للحصول على عمل بحسب تخصصها. ترى إكرام أن حاجة المرأة قد تضطرها إلى العمل في أي مجال. وترى أن العمل يساهم في تأمين استقرار اقتصادي لها وللعائلة.


اعتاد الناس شراء المشروبات الساخنة والسكاكر من إكرام، من دون أن يُزعجهم كونها امرأة. وترى إكرام أنه حتى لو كان الأمر مرفوضاً أو غير محبّذ في البداية، إلّا أن الناس يعتادون عليه لاحقاً، ومن دون أي عناء.

تحبّ عملها، وتشعر بالسعادة لدورها في النهوض بعائلتها، وترجو ألّا يخذلها الكوخ في يوم من الأيام.

المساهمون