عبد الرحمن بني فضل... شهيد عقربا المحب للقدس وطيورها

عبد الرحمن بني فضل... شهيد عقربا المحب للقدس وطيورها

22 مارس 2018
اخترقته رصاصات جنود الاحتلال (تويتر)
+ الخط -

لم تندمل بعدُ جراح عائلة وأصدقاء الشاب الفلسطيني، عبد الرحمن ماهر بني فضل، الذي استشهد بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي، بزعم تنفيذه عملية طعن في القدس المحتلة.

يقول والده، ماهر سعادة بني فضل لـ"العربي الجديد": نحتسب عبد الرحمن شهيداً عند الله، وندعو له بالرحمة رغم أننا لم نصبر على فراقه"، مشيراً إلى أن ابنه كان شاعراً محباً لوطنه، ومن حفظة القرآن الكريم، كما أنه كان من هواة تربية الطيور، يقطع مسافات بعيدة للبحث عن أجودها وأجملها فيشتريها.

عبد الرحمن، الذي ينتمي لبلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، درس الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، ولم يكمل الدراسة في هذا التخصص، فبعد عام انتقل إلى كلية الدعوة في مدينة قلقيلية.

ينتمي الشهيد لعائلة محافظة، فجدُّه الشيخ سعادة المراشدة، كان إماماً لمسجد عقربا الكبير لمدة أربعين عاماً. ولديه أخوان وأربع أخوات، وهو متزوج وقد أنجب ثلاثة أطفال أكبرهم عمره أربع سنوات، والثاني عامان، وآخرهم وُلد قبل نحو شهر.

ويشير والده أبو أسامة إلى أن الشهيد كان على علاقة وطيدة مع إخوته وأخواته وأهله، لا يتردد في زيارتهم، ويصل رحمه بشكل دائم، وكان ودوداً مع أمه ويتفقدها دوماً ويسأل عنها، حتى في علاقاته مع أهل بلدته، لا أحد يكنّ البغض أو الكره له، فقد كان طيب القلب، محباً للجميع.

عبد الرحمن بني فضل، هو أحد عشاق مدينة القدس المحتلة، وكان يزورها باستمرار برغم المنع الأمني. وعندما كان يقدم أوراقه للحصول على تصريح بحث عن عمل في الداخل المحتل عام 1948، ويتم رفضه، كان يذهب إلى هناك عن طريق التهريب، ويقفز فوق جدار الفصل العنصري، ليذهب للصلاة في المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان المبارك.

يقول والده: "في الفترة الأخيرة، سمح الاحتلال له إصدار تصريح بحث عن عمل، وقد حصل عليه ست أو سبع مرات، وكان قبل أن يبدأ بالبحث عن العمل، يذهب للصلاة في المسجد الأقصى، لكنه في المرة الأخيرة، ذهب ولم يعد إلا خبر استشهاده وتنفيذه عملية الطعن".


صديقه وابن قريته، حمزة العقرباوي، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مستذكراً بعضاً من ذكرياته معه: "عن عبد الرحمن الذي أعرفه.. أتذكره قوي البنية كثير الأسئلة، ذكياً لا يمل من سؤال المعرفة.. كثير المزاح شديد الحب لإخوانه.. له ميل فطري لحب بلده، ويسكنه جنون الرغبة بأن لا يعيش إلا فيها.. عرفته أول مرة حين جاء للمسجد وهو ابن 12 سنة والتزم في حفظ القرآن، وكان لفرط حماسته سريع الحفظ يريد أن ينهي أسرع من أقرانه.. وبقيت علاقتي به عدة سنوات ولذا لا تنمحي صورته من ذاكرتي
وهو في سن الصبا والفتوة".