إسراء جعابيص... قصة أم فلسطينية أسيرة في سجون الاحتلال

إسراء جعابيص... قصة أم فلسطينية أسيرة في سجون الاحتلال

21 مارس 2018
معاناة مضاعفة (Getty)
+ الخط -


تُغيّب 21 أمّاً فلسطينية أسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تحتفل فيه الأمهات في العالم بيومهن برفقة أبنائهن وأحبائهن، بينما تتجرع الأمهات الفلسطينيات مرارة الغياب ووجعه.

إسراء جعابيص (38 عاماً) هي الأسيرة الأمّ الأكثر وجعاً في سجون الاحتلال، بعيداً عن حروقها وآلامها التي غطّت كافة أنحاء جسدها، لكن وجع بعدها عن ابنها يحرقها أكثر بكثير من تلك الإصابة التي تسبب بها الاحتلال لها، لا سيما أن طفلها معتصم الذي سمحت له محكمة الاحتلال بزيارتها بعد عدة محاولات، لم يتعرف إليها من شدة حروقها، وملامح وجهها التي تغيرت.

ليست ملامح الوجه وقضبان الاحتلال وحدها التي فرقت الأم عن ابنها، بل شتت الاحتلال العائلة كون معتصم ابن العشر سنوات لا يتوفر على أي أوراق ثبوتية، إذ يفترض أن يحمل هوية أمه المقدسية، وهو السبب الذي دفعه للسفر من مدينة أريحا لمدينة القدس فانفجرت أنبوبة غاز في مركبتها يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.

وترفض سلطات الاحتلال منح الابن الوحيد الهوية المقدسية، ويبقى معتصم بلا أوراق، كما يعيش بعيداً عن حنان الأم في مدرسة خاصة لتربية الأيتام بمدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية المحتلة، يعاني الفراق بكافة أشكاله، بسبب رفض محكمة الاحتلال منحه رقما مقدسيا ليتمكن من الانتقال للعيش عند أخواله بالمدينة.

إسراء ليست الأم الوحيدة التي تعاني في سجون الاحتلال، فثمة أمهات يُحرمن من حضن أبنائهن عند الزيارة، لمنع الأطفال من الدخول إليهن في غرف الزيارة، فيقتصر الأمر على نظرة عابرة خلف طبقتين من الزجاج العازل للصوت، وسماعة الهاتف التي بالكاد تحمل  كلمة شوق من الطفل، أو عبارات دفء من الأم.

ويصعب على الأمهات أن يحتفلن بيومهن الذي يكفله العالم بمعالم الفرح والهدوء والراحة في ظل هذا الوضع الذي يتكبد فيه الأبناء معاناة كبرى حتى يسمح لهم الاحتلال بزيارة أمهاتهم في السجون لا سيما الكبار منهم، بحجج المنع الأمني وعدم حصولهم على التصريحات اللازمة، وحتى رسائل الأمهات المكتوبة يعمد الاحتلال إلى تأخيرها أكثر من شهرين كي تصل إلى العائلة.

ولا يميز الاحتلال الإسرائيلي بين الأسرى إناثا وذكورا، ويعاملهن نفس معاملة الرجال في المعتقلات، أو مراكز التحقيق، سواء تعلق الأمر بالعد الليلي أو فترات التفتيش وغيرها.



المكانة التي يمنحها العالم للمرأة والأم، يتجاوزها الاحتلال، ويخرق قانونها على مرأى من العالم الذي لا يحرك ساكنا إزاء إعادتهن إلى بيوتهن ليحتضن أطفالهن.

وغالبية الأمهات اعتقلن من منازلهن وأطفالهن بين أحضانهن، ويتعرضن للضرب والاعتداء، وعمليات التفتيش، والمحاكمة الظالمة.

المساهمون