جدران "مدرسة الأربعين" في درعا شرارة الثورة السورية

جدران "مدرسة الأربعين" في درعا شرارة الثورة السورية

15 مارس 2018
مدرسة الأربعين في درعا (فيسبوك)
+ الخط -
قبل سبع سنوات، كان هذا اليوم يصادف يوم الثلاثاء، وكان الدوام المدرسي في مدرسة "الأربعين للبنين" في درعا البلد اعتياديا، قبل أن تقدم مجموعة من طلّاب المدرسة على كتابة عبارات مناهضة للنظام السوري على حائط المدرسة.


قامت قوات الأمن باعتقال 12 تلميذا وتعذيبهم بطريقة وحشية، وبعد رفض الإفراج عنهم وإهانة وفد أهالي الطلبة الذي طالب بإطلاق سراحهم، اندلعت أول مظاهرة حاشدة ضد النظام في 18 مارس/آذار 2011، بساحة الجامع العمري، لتكون تلك الشعارات التي كتبها التلاميذ على جدار المدرسة شرارة الثورة السورية.

مرّت أحداث كثيرة منذ واقعة الجدار الذي بات واحداً من الرموز المكانية للثورة، فشهدت المنطقة خلال السنوات اللاحقة اقتحام قوات النظام لها، ثم إعادة تحريرها على أيدي قوات المعارضة المسلحة، كما تعرّضت المدرسة للقصف، فما أوضاع المدرسة اليوم؟

كُتبت على جدار المدرسة الخارجي قبل اندلاع الثورة السورية، ثلاث عبارات فقط، الأولى كانت "إجاك الدور يا دكتور" (بشار الأسد كان طبيب عيون قبل استلامه حكم سورية)، والثانية "الشعب يريد إسقاط النظام"، والثالثة "يسقط الأسد".

أما اليوم، فجدران المدرسة مطلية بشكلٍ كامل بالكتابات المناهضة للنظام، والتي تحمل مواقف تعبر عن أحداث الثورة، وهو ما يعكس إصرار السوريين على الاستمرار، وتحول جدران المدرسة إلى مكان رمزي.

لا زالت آثار البقع السوداء التي وضعتها قوات النظام فوق الكتابات المناهضة لها موجودة، وتعبّر عن أول بوادر قمع حرية تعبير السوريين عن رفضهم لبقاء النظام.





يقول الناشط الإعلامي عصمت الزعبي، من ريف محافظة درعا، لـ"العربي الجديد": "في آخر زيارة لمنطقة المدرسة، لاحظت أن جميع جدرانها الداخلية والخارجية متروسة بالكتابات المناهضة للنظام. الكتابات ليست كلها من 15 آذار/ مارس 2011، هناك عبارات تتحدّث عن مراحل متقدّمة من الثورة، ومنها انتقاد بعثة المراقبين العرب، ودور الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى سورية".

وأوضح أن المدرسة تعرّضت لقذائف النظام، ما أسفر عن حدوث أضرار مادية في أجزاءٍ منها، "المدرسة لا تستقبل الطلّاب حالياً بسبب الوضع الأمني في درعا البلد، فضلاً عن النزوح الكبير، حيث غادر أغلب سكّان درعا البلد خلال معركة (الموت ولا المذلّة) العام الماضي، وبقيت عشر عائلات فقط، تم إجلاؤها أيضا من قبل الجيش السوري الحر".

وأضاف الزعبي "رغم عودة عدد محدود من المدنيين، إلّا أن الحياة لم تعد لوضعها الطبيعي بسبب عدم وجود أي خدمات، لذلك لم تدخل المدرسة الخدمة. ما زال معظم سكّان درعا يعتبرون مدرسة الأربعين للبنين والجامع العمري أبرز رموز الثورة السورية، ولا سيما أن الشرارة الأولى انطلقت من هناك".