الاحتلال يدمر قبور الشهداء في "المجاهدين" بالقدس المحتلة

الاحتلال يدمر قبور الشهداء في مقبرة "المجاهدين" بالقدس المحتلة

12 مارس 2018
مقبرة المجاهدين(خاصة من والد الشهيد بهاءعليان)
+ الخط -
فوجئ المقدسيون اليوم الاثنين، خصوصاً أهالي الشهداء الذين ارتقوا في هبتي الأقصى الأخيرتين، باعتداء قوات الاحتلال على أضرحة وقبور الشهداء في مقبرة المجاهدين (باب الساهرة) في شارع صلاح الدين وسط القدس.

وتعليقا على الاعتداء، أكد المحامي محمد عليان، والد الشهيد بهاء عليان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الاعتداء يظهر ما يعانيه الاحتلال من إرباك وخوف، وهو يبحث على الدوام عن وسائل للضغط على ذوي الشهداء، لكن ثبت في الماضي والحاضر أن مثل هذه الإجراءات ترتد إلى نحر الاحتلال ودوائره المختلفة". وأشار عليان إلى أن "الاحتلال ذاته قرر أن يجمع الشهداء الذين كان يحتجز جثامينهم في هذه المقبرة دون غيرها، وكان واحدا من أبرز الشروط التي فرضها على ذويهم مقابل أن يسلمهم الجثامين المحتجزة".

وأضاف: "وجعل المقدسيون وليس أهالي الشهداء، من قبور شهدائهم روضة تطل وتشرف على المسجد الأقصى، ولا يمر يوم دون أن يرتادها أبناء شعبنا من القدس والداخل ليقرأوا الفاتحة على أرواح هؤلاء الشهداء، ويضعوا أكاليل الزهور على قبورهم، لهذا إن اعتقد الاحتلال بأن تحطيم شاهد قبر وإزالة معالمه سينتزع من قلوب الناس محبتهم للشهداء فهو واهم".

واعتبر عليان أن الاعتداء هو "اعتداء على كرامة المقدسي حيّا كان أم ميّتا، ورسالة من الاحتلال للمقدسي بأنه ماضٍ في تفريغ القدس من أهلها الشرعيين سواء كانوا أحياء أو أمواتا". وقال: "الاعتداء طاول مقبرة تؤوي رفات سبعة من شهداء هبة القدس والأقصى، في حين أن مقبرة المجاهدين تضم رفات عديد من الشهداء الآخرين، وعلى رأسهم الشهيد معتز حجازي، ووجود هؤلاء الشهداء مجتمعين حوّلها إلى مزار، وستبقى كذلك إلى يوم الدين".

ودان المهندس مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، الاعتداء على ضريح الشهداء في مقبرة المجاهدين، وقال: "ما جرى يظهر صلف الاحتلال وجنونه، وأنه مستمر في الاعتداء على حرمة الأموات مثلما يعتدي يومياً على الأحياء وينتهك حقوقهم، ولا يراعي كرامتهم الإنسانية".

الاعتداء على شواهد القبور(خاص من محمد عليان) 



وأشار أبو زهرة في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الاعتداء الجديد يمثل واحدا من سلسلة اعتداءات طاولت عديد المقابر الإسلامية، سواء مقبرة مأمن الله، أو ما يحدث الآن من اعتداء على مقبرتي الرحمة واليوسفية، ما يتطلب وقفة حازمة من المواطنين، وتحملا للمسؤولية من قبل الأمتين العربية والإسلامية لوقف هذه الاعتداءات".

وأكد حسني الكيلاني المسؤول عن مقبرة المجاهدين لـ "العربي الجديد"، أن "الاعتداء وقع عند الثالثة فجرا بعد أن حطم المعتدون من قوات الاحتلال قفل بابها الرئيسي، مستخدمين معدات هدم يدوية"، مشيرا إلى أن "روضة الشهداء" التي حطمها هؤلاء تضم رفات كل من الشهداء: بهاء عليان، ومحمد الكالوتي، وعبد الله أبو خروب، وثائر أبو غزالة، ومحمد أبو خلف، وعبد المحسن حسونة، ومحمد نمر.

الاحتلال يهين مكانة المقبرة والشهداء لدى المقدسيين(خاص من محمد عليان) 


وأشار الكيلاني إلى أن "ضابطاً في شرطة الاحتلال اقتحم المقبرة أمس، وصوّر شواهد الضريح، وسبق ذلك مطالبة سلطات الاحتلال بإزالة عبارة "الشهيد البطل" عن الضريح، الأمر الذي لم يقبل به الأهالي".

الاعتداء على المقبرة مستمر(خاص من محمد عليان) 


أما حاتم عبد القادر، القيادي في حركة فتح، فقال لـ"العربي الجديد"، تعقيبا على ما جرى: "هذا يثبت أن الاحتلال لا يريد وجودا للمقدسي سواء كان حيّا أو ميتا. ولهذا بات انتهاك المقابر ونبش قبور الأموات والاعتداء على أضرحة الشهداء عملا يوميا يعكس عقلية المحتل وفاشيته، وكراهيته لكل ما هو إنساني". أضاف: "ليس أمام المقدسيين إلا الصمود والمزيد من الرباط، والدفاع عن وجودهم وحضورهم وحماية مقدساتهم بما في ذلك قبور موتاهم".

دلالات