جمع العملات النقدية في بغداد... ولع بالتاريخ ومصدر للرزق

جمع العملات النقدية في بغداد... ولع بالتاريخ ومصدر للرزق

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
06 فبراير 2018
+ الخط -

عاد هواة جمع العملات المعدنية والورقية والطوابع التاريخية إلى بغداد، بعد أن غيّبهم عن الشارع الوضع الأمني الاستثنائي الذي اضطرهم خلال السنوات الماضية إلى مزاولة نشاطهم داخل المباني التجارية والقاعات المغلقة.

يتقاسم هواة العملات النقدية القديمة الولع بالتاريخ والشغف بهواية تحولت إلى مصدر رزق للكثير منهم، فالبيع والشراء مستمر والقيمة مرتفعة للعملات الموغلة في القدم.

حيدر الصفار (52 عاماً) عضو الهيئة الإدارية لجمعية هواة المسكوكات العراقية، يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "جمع العملات من أقدم الهوايات في العراق، ويقوم الهواة بجمع الورقية منها والمعدنية التي تسمى المسكوكات، في المقابل يركز الشغوفون بهذه الهواية الأنظار صوب المسكوكات الملكية التي تعود لفترة الحكم الملكي للعراق (1921 - 1958 ) وتحمل صور ملوك العراق، مثلا الملك فيصل الأول وفيصل الثاني والملك غازي".

ويتابع "تليها في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، المسكوكات الجمهورية التي تعنى بالفترة التي تحول فيها الحكم في العراق من الملكية إلى الجمهورية، ويطلق عليها الهواة تسميات مختلفة بحسب منقوشاتها، منها النخيل والشايب وصدام، بالإضافة إلى المسكوكات المعدنية التي صدرت لمناسبات تذكارية معينة وأغراض خاصة، وهذه تكون باهظة الثمن لندرتها، ولكون كمياتها أقل من العملات المتداولة لأغراض التبادل النقدي".

من جهته، يقول محمد السوداني (46 عاماً) عضو هيئة إدارية في جمعية الهواة لـ"العربي الجديد": إنّ لهواية جمع المسكوكات المعدنية والورقية جمعية كانت مدعومة في كل الحكومات السابقة منذ العهد الملكي حيث تأسست في العام 1951، إلا أن حكومة ما بعد العام 2003  اعتبرتها منظمة غير حكومية"، لافتا إلى أنها لا تتلقى أي دعم من قبل الدولة، وترتكز على التمويل الذاتي من خلال إصدار الهويات في ما بين الأعضاء.

ويوضح أنه من نشاطات الجمعية مزاد أسبوعي بدأ منذ تأسيس الجمعية إلى يومنا هذا، يتبادل فيه الهواة العملات من خلال البيع، وقد شهد فترات انقطاع بسبب التغيرات التي طرأت على العراق، إلا أنه استأنف نشاطه، كما أنه لا يقف فقط على التداول بالعملة العراقية بل يتعداه إلى العملات العربية والدولية.

ويضيف السوداني أن من أكبر المعوقات التي تواجههم، تلبية دعوات دولية للمشاركات الخارجية، وذلك نظرا لعدم وجود دعم من قبل الدولة، لا نستطيع حضور بعض هذه المشاركات، كما أن الإقامة والذهاب والإياب تكون على نفقتنا الخاصة وهذا مكلف جداً علينا.


أما صادق خلف سعيد (55 عاماً) الذي يمارس مهنة بيع العملات منذ 20 عاماً، فيقول لـ"العربي الجديد"، "إنها هوايتي منذ نعومة أظافري، وتعد العملة هوية البلد وتاريخه والقيمة التي من خلالها يقاس تطوره، ويمكننا أن نضرب مثلاً على العملة العراقية فقد يصل سعر الدينار الملكي إلى (300) أي حوالى (240) دولاراً أميركيّاً اليوم، ولا يقف هذا الرقم فقط على القيمة التاريخية للعملة بل يتعداه إلى جوانب اقتصادية وسياسية ومعاهدات".

ويشير إلى أن "للعملة وجهين وفي كل وجه يوضع رمز تاريخي أو قيمة كبيرة تمثل البلد، فلكل عملة سماتها الخاصة وأين تم سكها، ومن خلالها تعلمت أسماء وحضارات متعددة لكل بلدان العالم تقريباً، هوايتي هذه تختزل حضارة كبيرة وقيمة نادرة وأنا أعتز بها".