السوريون الفارون نحو تركيا يتعرضون لنيران حرس الحدود

"رايتس ووتش": السوريون الفارون نحو تركيا يتعرضون لنيران حرس الحدود... وتركيا تنفي

03 فبراير 2018
الحدود مقفلة أمام الهاربين من الحرب (كريس ماكريث/Getty)
+ الخط -


أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم السبت، أن حرس الحدود التركية يطلقون النار عشوائياً، ويعيدون طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا. 

وأوضحت في تقرير نشرته، اليوم، أن الحدود التركية ما زالت مغلقة أمام السوريين الفارين من العنف المتزايد في إدلب إلا الحالات الطبية الحرجة. ولفتت إلى نزوح 247 ألف سوري إلى المنطقة الحدودية بين 15 ديسمبر/كانون الأول 2017 و15 يناير/كانون الثاني الماضي، وفقاً للأمم المتحدة.

ونقلت المنظمة عن لاجئين نجحوا في العبور إلى تركيا، عبر طرق التهريب، أن حرس الحدود التركي أطلقوا النار عليهم وعلى آخرين أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا. وفي بعض الحالات، ضرب حرس الحدود طالبي اللجوء الذين احتجزوهم وحرموهم من المساعدة الطبية.

وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، لمى فقيه: "السوريون الهاربون إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة، وفي الوقت الذي يشرد فيه القتال في إدلب وعفرين آلافاً آخرين، من المرجح ازدياد عدد السوريين المحاصرين على طول الحدود الذين يرغبون في المخاطرة بحياتهم للوصول إلى تركيا".

وشرحت المنظمة النتائج التي توصلت إليها في رسالة بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني 2018 إلى وزير الداخلية التركي.

وتحدثت "هيومن رايتس ووتش" إلى 16 لاجئاً سورياً دخلوا تركيا مع مهربين بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول 2017، و15 شخصاً في أورفا وغازي عنتاب جنوب تركيا، وآخر عن بعد. قال 13 شخصاً إن حرس الحدود التركية أطلقوا النار عليهم أو على غيرهم من طالبي اللجوء الفارين أثناء محاولتهم العبور وهم ما زالوا في الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر. وقال شهود إن حرس الحدود التركية في معابر حدودية أخرى أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، لكنهم لم يستهدفوا طالبي اللجوء مباشرة.




وذكر شهود عيان أن حرس الحدود التركية اعتدوا على طالبي اللجوء المحتجزين. وفي 7 حالات، قال الذين قابلتهم المنظمة، إن حرس الحدود التركية لم يقدموا العلاج الطبي لطالبي اللجوء المحتجزين عندما طلبوه أو كانوا بحاجة ماسة إليه، وبدلاً من ذلك أعادوهم إلى سورية.

وقالت 12 عائلة عبرت بالقرب من مخيم النازحين السوريين في الدرية، على مقربة من مدينة دركوش إن حرس الحدود التركية وضعوهم في ساحة كبيرة بعد القبض عليهم، وبقوا فيها حتى جمع ما يكفي من الناس لإرسالهم إلى سورية. وقدرت ثلاث عائلات، أن العدد في الساحة يمكن أن يصل إلى ألف شخص وعادة ما يكون فيها المئات.

ووصف هؤلاء رحلاتهم عبر الحدود إلى تركيا، أنها شاقة وخطيرة، بصرف النظر عن خطر إطلاق النار عليهم من قبل حراس الحدود، ولفتوا إلى التضاريس المزروعة بالألغام الأرضية، والمرتفعات الحادة، والمسارات الضيقة على طول الوديان. قالوا إنهم دفعوا للمهربين ما بين 300 و8 آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا، وفي كثير من الحالات استنفدوا مواردهم.

استقبلت تركيا نحو 3.5 ملايين سوري، ومنحت كثيرين منهم حماية مؤقتة، وسعت إلى توفير الخدمات الأساسية لهم، بما فيها الرعاية الطبية والتعليم. واعتبرت المنظمة أن استضافة تركيا السخية للاجئين السوريين "لا تعفيها من مسؤوليتها في مساعدة الذين يسعون إلى الحماية على حدودها، ويتعين عليها احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية على الحدود عندما يعرضهم ذلك لخطر الاضطهاد، والتعذيب، وتهديد الحياة والحرية".

ودعت الحكومة التركية إلى إصدار تعليمات موحدة لحرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء، وعدم جواز إساءة معاملتهم، وإتاحة المساعدة الطبية لهم عند الحاجة.




يأتي تصاعد الأعمال القتالية في محافظة إدلب وعفرين داخل سورية، ورفض تركيا السماح لطالبي اللجوء السوريين بعبور الحدود، في وقت تؤكد فيه بعض الدول المضيفة للاجئين أن سورية آمنة للعودة. مع الإشارة إلى إغلاق لبنان والأردن حدودهما أمام طالبي اللجوء السوريين.

ودعت "هيومن رايتس ووتش" شركاء تركيا الدوليين، بما فيهم الاتحاد الأوروبي، للضغط على تركيا لإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين، وتقديم الدعم المالي لدعم جهود تركيا، وتقاسم المسؤولية عن طريق زيادة إعادة توطين اللاجئين في تركيا، ومنع الإعادة إلى سورية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في الحكومة التركية نفيه صحة التقرير، وكرر القول إن تركيا تستضيف 3.5 ملايين من اللاجئين الفارين من الحرب السورية منذ عام 2011. 

 (العربي الجديد)

المساهمون