مهندسو عقود أونروا بغزة يعتصمون رفضاً لقرار إنهاء عملهم

مهندسو عقود أونروا بغزة يعتصمون رفضاً لقرار إنهاء عملهم

28 فبراير 2018
يجهلون مصيرهم بعد رفض تجديد عقودهم(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لا يعرف المهندس الفلسطيني طارق مقداد، المصير الذي ينتظره، ومعه نحو 100 مهندس، تم إبلاغهم من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بانتهاء عقودهم بالرغم من عملهم في المؤسسة الأممية ومشاريعها منذ سبع سنوات.

ويعتصم مقداد مع عدد من زملائه أمام مبنى عمليات "أونروا" في مدينة غزة، منذ يوم الأحد الماضي، رفضاً لقرار عدم تجديد عقودهم، في الوقت الذي اعتصم نحو 15 مهندساً آخرين داخل المبنى الرئيس احتجاجاً على القرار.

وشارك المهندسون وعائلاتهم في فعالية احتجاجية، رافعين لافتات وشعارات تطالب "أونروا" بالتراجع الفوري والعاجل عن قرارها، والعمل على تثبيتهم نظراً لتداعيات القرار الخطيرة على أكثر من 100 أسرة غزية ستفقد مصدر دخلها.

ويقول مقداد لـ "العربي الجديد"، إن نحو 100 مهندس وأكثر يعملون في مشاريع مختلفة لصالح "أونروا" أبلغوا جميعاً بانتهاء عقودهم دون أي تجديد، على الرغم من أن الفترة الماضية شهدت مفاوضات من أجل تثبيتهم وحل ملفهم بشكل كلي.

ويضيف المهندس الغزي أنه وفي الوقت الذي تعلن فيه "أونروا" أن الكرامة لا تقدر بثمن وتطلق شعارها رفضاً لقرار تقليص التمويل، تقوم بإنهاء عمل عشرات المهندسين تحت أسباب وذرائع غير حقيقية، تتعارض مع الواقع المعيشي الصعب الذي يشهده القطاع.

ويلفت إلى أن إدارة المؤسسة الأممية وعبر مدير عملياتها تذرعت بعدم وجود تمويل ومشاريع، بالرغم من أن جميع المهندسين الذين صدر بحقهم القرار على رأس عملهم ويوجد مشاريع يشرفون عليها وأشرفوا على أخرى طيلة السنوات الماضية.

ويطالب مقداد إدارة أونروا بالتراجع الفوري والعاجل عن قرارها بحق عشرات المهندسين الغزيين، وإنهاء ملفهم وتثبيتهم بشكل رسمي ضمن الكادر العامل ضمن المؤسسة الأممية، وعدم تعريض مصادر دخل 100 أسرة للمجهول.

أما المهندس عبد الله غزال فيقول لـ "العربي الجديد"، إن أونروا قررت بشكل مفاجئ إيقاف عقود هؤلاء المهندسين بالرغم من وجود اتفاق مسبق معها على تجديد العقود لمدة ستة أشهر جديدة، غير أنها اكتفت بثلاثة فقط، وتذرعت بغياب التمويل وعجز الموازنة.

ويوضح غزال أن الكثير من الذين تضررت منازلهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع 2014، غير قادرين على صرف تعويضاتهم بسبب توقف المهندسين عن العمل واعتصامهم رفضاً لقرار إدارة المؤسسة الأممية إنهاء خدماتهم.

ويرى المهندس الغزي أن قرار إنهاء عمل المهندسين العاملين على بند العقود سيكون حلقة ضمن حلقات من التقليص الذي ستقوم به "أونروا"، وصولاً إلى إنهاء عمل المؤسسة الأممية بشكل كلي وكامل في الأراضي الفلسطينية.

ويلفت غزال إلى وجود العديد من المهندسين العاملين ضمن مشاريع "أونروا" الذين طاولهم قرار إنهاء عملهم، ممن يحملون شهادات عليا كدرجة الماجستير والدكتوراه، وهو ما يؤكد أنهم كفاءات وقادرون على مواصلة عملهم وخدمة اللاجئين الفلسطينيين.

رفض تجديد عقودهم (عبد الحكيم أبو رياش) 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر في وقت سابق من العام الجاري، تقليص التمويل المقدم لصالح وكالة "أونروا"، الأمر الذي دفع الأخيرة لإطلاق نداء دولي لجمع الأموال لصالح اللاجئين الفلسطينيين والسوريين لمواصلة تقديم خدماتها.

تداعيات القرار على وضعهم الاجتماعي (عبد الحكيم أبو رياش)




في الأثناء، طالب المتحدث باسم لجنة مهندسي العقود المهندس، إيهاب الزيان، المؤسسة الأممية بتجديد جميع العقود وفقاً لما تم الاتفاق عليه مسبقاً مع إدارة "أونروا"، واستئناف عمل اللجنة المشتركة حول تثبيتهم واستكمال الحوارات من النقطة التي توقفت عندها.

توفير الأمان الوظيفي للمهندسين (عبد الحكيم أبو رياش)


ودعا الزيان في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية، إلى توفير الأمان الوظيفي للمهندسين جميعاً، ومطالبة إدارة برنامج البنية التحتية وتطوير المخيمات للوقوف عند مسؤولياتها بكل حزم وأن يرفع صوته لإظهار الحقيقة أمام الشعب الفلسطيني.

ضرورة إظهار الحقيقة أمام الشعب الفلسطيني (عبد الحكيم أبو رياش)

دلالات