طبيبة مغربية تخصص يوماً كل أسبوع لعلاج المهاجرين الأفارقة

طبيبة مغربية شابة تخصص يوماً كل أسبوع لعلاج المهاجرين الأفارقة

27 فبراير 2018
الطبيبة المغربية رجاء مزوار مارصو تعالج المهاجرين (فيسبوك)
+ الخط -

"الملاك الرحيم" و"ماما الحاجة" و"البلسم الشافي"، أوصاف وألقاب باتت ملتصقة بالطبيبة المغربية الشابة رجاء مزوار مارصو، منذ أن نذرت وقتها قبل أكثر من أربع سنوات لرعاية المهاجرين غير الشرعيين الموجودين على الأراضي المغربية.

يبقى "ماما الحاجة" هو اللقب الأكثر تداولاً على ألسنة المهاجرين الذين ينحدر أغلبهم من أفريقيا جنوب الصحراء، وهو لقب يزيد من جهد الطبيبة المتطوعة التي لا تفارق ملابسها البيضاء وسماعتها الطبية، لتكون دوماً جاهزة لتقديم الخدمات العلاجية والصحية للمهاجرين في غابة بليونش الواقعة في ضواحي مدينة سبتة المحتلة، والمعروفة بمسالكها الخطيرة وضمها عشرات المهاجرين الذين يأوون إلى الغابة ليلاً.

تقول رجاء، وهي نائبة رئيس جمعية الأيادي المتضامنة، إنها مارست عملها التطوعي والإنساني لأنها تستشعر أهمية أن يعالج طبيب المهاجرين الذين يعانون من الحرمان والخذلان ويبحثون عن الأمان وأبسط شروط الحياة الأساسية، وعلى رأسها الحقّ في العلاج.

وأفادت الطبيبة التي باتت تحظى بأضواء الإعلام، بفضل خدمات تطوعية تقوم بها منذ سنوات بدون كلل، بأنها قرّرت نذر وقت تستقطعه من حياتها الأسرية الهادئة بصحبة ابنتها الصغيرة، من أجل التوجّه كل أسبوع إلى الغابة لترى ما يمكن أن تقدمه من علاجات أساسية للمهاجرين المصابين أو المرضى.

وتقول إن "خطورة الوضع في غابة بليونش، وتحذيرات كثيرين من المكان المعروف بإيوائه المهاجرين غير الشرعيين، لم تزدني سوى صلابة وعزيمة على ممارسة دوري في المجتمع وتقديم يد المساعدة لهؤلاء البشر. إن فكر كل منا في أن يتراجع عن العطاء للغير فإن الأمور ستبقى جامدة".

وحول موازنتها بين عملها طبيبة ودورها داخل أسرتها وبين عملها التطوعي والإنساني، سواء في الأماكن التي يوجد فيها المهاجرون، أو في مقر الجمعية، فقد قالت "ماما الحاجة" إن أمومتها الحقيقية لا يكاد يوازيها سوى أمومتها لهؤلاء المهاجرين الذين يرون فيها أماً تداوي جراحهم وأسقامهم.




وتأسست جمعية الأيادي المتضامنة في مارس/ آذار 2010، وتشتغل على تحسين ظروف الأشخاص الذين يعيشون في وضع هشّ أو يعانون من الإقصاء الاجتماعي وإدماجهم في النسيج المجتمعي، وفق محورين رئيسيين هما مساعدة المهاجرين الأجانب من خلال تسهيل إدماجهم في المجتمع، والثاني تقديم مختلف المساعدات الطبية والقانونية والاجتماعية والتعليمية، والتكفل أحياناً بعلاج أو إجراء عمليات جراحية لعدد من المهاجرين.
وبين الحالات التي تذكرها الجمعية حالة المهاجر المالي أمادو الذي أجريت له عملية جراحية في ساقه بسبب حادث تعرض له نتيجة محاولته تسلق السياج الحدودي لمدينة سبتة.

دلالات

المساهمون