شادي فرج: النقل العام يؤسس لعيش مشترك

لا يملك مهندس المعلوماتية شادي فرج سيارة. هو يستقل وسائل النقل العام في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات باختياره كما يقول لـ"العربي الجديد". غايته تعزيز هذا القطاع من خلال مبادرات ونشاطات وجمعية يسعى إلى تأسيسها. كذلك، فإنّ فرج متطوّع في جمعيات عدة للأشخاص ذوي الإعاقة، والمختفين قسرياً في الحرب، ودعم المساحات العامة، ومراقبة الانتخابات وغيرها.

- من خلال متابعتكم، عرّفنا على واقع قطاع النقل في لبنان...

قطاع النقل المشترك الحالي في لبنان شعبي وليس رسمياً، فالدولة لا تملك أكثر من 40 باصاً في كلّ القطاع. من يعملون فيه عائلات وسائقون فرادى دورهم مهم، إذ يقدمون خدمات في غياب الدولة. وبذلك، فالقطاع يختلف عن دول أخرى متقدمة في كونه لا يملك محطات أو توقيتاً محدداً غالباً. هناك نظرة سلبية من كثيرين إلى القطاع الذي يسير بهذه الطريقة، لكن علينا أن نفهم أنّ المشكلة هي غياب الدولة، وليست من يسيّرون القطاع شعبياً.

- هل النقل المشترك هو الحلّ الأكثر نجاحاً وفاعلية للقضاء على ازدحام السير وما فوائده الأخرى؟

هناك نحو مليون و700 ألف سيارة في لبنان. ومع أيّ حادث مروري يبقى الناس ساعتين وثلاثاً على الطرقات. اللبناني يهدر 100 دقيقة في ازدحام السير يومياً. الحلّ الوحيد للأزمة مهما بنينا طرقات وجسوراً هو النقل المشترك، الذي لا بدّ من دعمه لخدمة أشخاص أكثر.

فوائد النقل المشترك كبيرة تبدأ من تخفيف التلوث وتصل إلى تخفيف الازدحام، لكنّ الأهم هو العيش المشترك الذي ينقصنا خصوصاً أنّنا عشنا أزمة حرب أهلية، فالخطوط التي تربط المناطق مهمة جداً لربط الناس، والنقل المشترك جزء من المساحة العامة للمجتمع إذ يتواصل الناس فيه ويشعرون بمشاكل بعضهم البعض ما يؤسس للمناصرة المشتركة في القضايا.