الاحتلال يغيب أسيرة عن أطفالها السبعة ست سنوات

تغييب الأسيرة نسرين أبو كميل عن أطفالها السبعة ست سنوات

22 فبراير 2018
أطفال الأسيرة نسرين أبو كميل بوقفة التضامن (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -



تبدّل الحال كثيراً في عائلة الأسيرة الفلسطينية نسرين أبو كميل، منذ زُجت بالسجون الإسرائيلية في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015. أطفالها السبعة عاشوا عامين من الهم والحزن، أما نسرين التي أوجعها البعد عن أبنائها؛ فستقضي حكماً مدته ست سنوات أصدرته محكمة إسرائيلية بحقها أمس الأربعاء.


كانت أميرة (14 سنة)، أكبر بنات نسرين، أصغر عندما التقاها "العربي الجديد" بعد اعتقال أمها أثناء مرورها عبر حاجز بيت حانون/ايرز. كانت الطفلة مُجبرة على أن تحل محل أمها في تدبير شؤون المنزل مع والدها الذي أثقله الهَمُ، خاصة وأن الأسيرة تركت لهما رضيعا لم يتجاوز عمره الثمانية أشهر حينها.

بعد عامين ونصف على أسر أمها، تقول أميرة: "قام الاحتلال اللعين بسجنها حتى لا نراها أو نسمع صوتها بتهمة زائفة. خضعت لمحاكمة ظالمة وصدر بحقها حكم بالسجن لستة أعوام. فكم من طفل محروم من أمه، وكم من أب محروم من رؤية أبنائه، وكم من شاب محروم من رؤية أهله".

صرخت أميرة بلسان إخوتها الستة المشتاقين إلى رؤية أمهم، وسماع صوتها، والنوم في حُضنها، خلال كلمة لها ضمن فعالية تضامنية دعت لها جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، اليوم الخميس، أمام منزل العائلة، جنوب مدينة غزة.

ويقول حازم أبو كميل، زوج نسرين، لـ"العربي الجديد": "حتى صباح أمس الأربعاء، كان طلب النيابة الإسرائيلية حبس زوجتي 12 عاماً، لكن المحكمة الإسرائيلية أصدرت حكما بست سنوات، على تهمة تصوير مواقع إسرائيلية وتزويد المقاومة الفلسطينية بها".

يتابع: "قال لي المحامي إن النيابة الإسرائيلية ما زالت تضغط باتجاه زيادة الحكم إلى 12 عاما، إذ لم يعجبها الحكم الذي صدر، كل ذلك بسبب تهمة ظالمة لا أساس لها".

اضطر أبو كميل للزواج، كونه لم يكن قادراً على تربية أبنائه السبعة وحده، يضيف: "كنت لما أحكي مع نسرين على الهاتف تطلب مني أن أتزوج، قررت ذلك لأنني بالفعل لم أكن قادراً على تربيتهم وحدي، كان أصغر أطفالي عمره ثمانية أشهر، والآن أصبح عامين".

وقال مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، إنه منذ يوم اعتقال نسرين أبو كميل كان الأمر باطلاً، وعلى خلفية تهم أقرب ما تكون للخيالية، وحتى يوم أمس كانت قاعة المحكمة عبارة عن مسرحية هزلية، إذ كان من المفترض أن يتم الإفراج عن الأسيرة بعد أن رتبت أغراضها وودعت زميلاتها الأسيرات.

وأوضح قنديل لـ"العربي الجديد"، أن نسرين أصبحت تعاني من السرطان خلال فترة حبسها بالسجون الإسرائيلية، وأمس تدهورت حالتها الصحية، بجانب أمراض الضغط والسكري التي تعاني منها، مضيفاً "لقد فجعنا بهذا الحكم بحق أسيرة يزيد عمرها عن 40 سنة وتعاني من أمراض مزمنة".



المساهمون