فيروس الأنفلونزا ينافس الإيدز على تهديد حياة البشر

فيروس الأنفلونزا ينافس الإيدز على تهديد حياة البشر

21 فبراير 2018
المدارس أحد أسباب انتشار الأنفلونزا (محمد محجوب/فرانس برس)
+ الخط -
يعتقد كثيرون أن فيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز) هو الأخطر على حياة البشر، وهو خطير بالفعل لأنه يقضي سنوياً على نحو 1.5 مليون شخص، خصوصاً وأنه بلا علاج حتى الآن. لكن فيروساً أضعف وعلاجه متوافر لا يقل خطورة ويقتل مئات الآلاف سنوياً، هو فيروس الأنفلونزا.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أنواع الأنفلونزا المختلفة بسبب سهولة انتقالها، تصيب سنوياً ما بين 3 إلى 5 ملايين شخص حول العالم، وتقتل سنوياً ما بين 250 ألفاً ونصف مليون شخص، أغلبهم في المناطق معتدلة المناخ أثناء فصل الشتاء.

وتسبّب الأمراض الناتجة عن الأنفلونزا  في البلدان الصناعية معظم الوفيات  بين الأشخاص الأكبر من 65 سنة، بينما الغالبية العظمى من الوفيات في البلدان النامية والفقيرة بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأفادت دراسة أميركية نشرت نتائجها منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن ما يصل إلى 646 ألف شخص يموتون حول العالم سنويًا بسبب الأنفلونزا الموسمية، واستخدم الباحثون بيانات حول الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا الموسمية في 33 بلدًا، تشكل حوالى 57 في المائة من سكان العالم.

وأثبتت الدراسة أن العدد الأكبر لوفيات الأنفلونزا يقع في المناطق الأكثر فقرًا في العالم، وأن المعدلات الأعلى للوفيات المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب الأنفلونزا هي بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، وأولئك الذين يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأشارت الأرقام إلى أن بلدان شرق البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا فيها معدلات أقل للوفيات المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب الأنفلونزا لكنها تظل مرتفعة.

ويزيد عدد ضحايا الإنفلونزا في البلاد التي تشهد صراعات دموية، ففي مناطق مثل الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية، يموت الأطفال والكبار لأسباب عدة بينها الأنفلونزا التي لا يملكون علاجها البسيط بسبب الصراع، وكشفت وزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط الحالي، عن إصابة العشرات بفيروس يُشتبه أنه إنفلونزا الخنازير الموسمي.

وقال الوزارة إن "فرق الترصد الوبائي في عدد من مستشفيات صنعاء سجلت 90 حالة يشتبه في إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، فيما بلغت الوفيات 16 حالة سجلت منذ أواخر يناير/ كانون الثاني".

وتسبب الأنفلونزا الموسمية أعراضاً منها ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال (عادة ما يكون جافاً) وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان وتوعّك والتهاب الحلق وسيلان الأنف.
ويُشفى معظم المرضى من الحمّى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية، لكن يمكن للأنفلونزا أن تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة أو أن تؤدي إلى الوفاة، وتدوم الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، يومين تقريباً.
ويمكن أن تصيب الأنفلونزا جميع الفئات وتؤثر فيهم تأثيراً وخيماً، غير أن الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الأيدز والعدوى بفيروسه والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية هم الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.
وتنتشر الأنفلونزا الموسمية بسهولة، وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة بما فيها المدارس وأماكن العمل، ولتوقي انتشار العدوى ينبغي للناس تغطية أفواههم وأنوفهم عند السعال وغسل أيديهم بانتظام.

دلالات

المساهمون